فلسطين أون لاين

بـ"أمسيات رمضانية" فرق فنية تعيد النبض للبلدة العتيقة

...
القدس المحتلة-غزة/ مريم الشوبكي:

يزيد رمضان البلدة العتيقة في القدس المحتلة تألقًا وبهجة، إذ تضج بأصوات المقرئين والمنشدين بالابتهالات والتواشيح الدينية، ولا تحلو الليالي الرمضانية دون قصص الحكواتي، و"الإسكتشات" المسرحية التي تعزز الألفة والمحبة وتؤكد الهوية الفلسطينية.

بعد وجبة الإفطار تتدفق السيول البشرية نحو أحياء البلدة القديمة والمسجد الأقصى لتأدية صلاتي العشاء والتراويح، ومنها يدلفون نحو حضور الفقرات الترفيهية والدينية التي تحول ليلها إلى نهار يضج بالحيوية والحركة التي تشهدها القدس أكثر من باقي أشهر السنة.

مسرح سنابل من المسارح التي أرست تقاليد الأمسيات الرمضانية احتفاء بشهر رمضان سنويًّا في فلسطين، والقدس خاصة، مدة تزيد على 25 عامًا.

مدير مسرح سنابل أحمد أبو سلعوم هو من أوائل المسرحيين في مدينة القدس، يهتم المسرح بالتراث الفلسطيني وتقديم فقرات مسرحية طوال العام.

يقول أبو سلعوم (68 عامًا) من حي الثوري لصحيفة "فلسطين": "في رمضان نضيف فرقًا مختصة في الإنشاد الديني والابتهالات والتواشيح والمديح النبوي، وأعضاء المسرح يقدمون فقرة الحكواتي، وأناشيد وطنية تراثية لترسيخ الهوية العربية الفلسطينية للقدس".

ويشير إلى أن البلدة العتيقة يكون لها الحصة الأكبر في الفعاليات الفنية، فمنذ القدم تقيم سنابل احتفالات في سوق القطانين الذي كان يمتلئ بمئات المقدسيين، بمشاركة مقرئي الأقصى.

ويلفت أبو سلعوم إلى أن سنابل لا تحرم أحياء القدس إحياء الأمسيات الرمضانية، إضافة إلى مدن الضفة الغربية والأراضي المحتلة منذ 1948.

وعن تأثير جائحة كورونا في أنشطة سنابل، يبين أن آثارها كانت "قاسية" إذ أدت إلى توقف العمل المسرحي، ولكن هذا العام عادت الحياة إلى المسرح بأعداد محددة من الجمهور.

ورغم منع التجمعات تمكن أبو سلعوم من اختيار طريقة مناسبة في الحجر المنزلي بالسير بقافلة سيارات قدمت أمسيات فنية داخل أحياء القدس، للترفيه عن الناس في بيوتهم.

أيضًا تقدم فرقة "فناكيش" المقدسية فعالياتها الفنية من طريق فكرة المسرح التفاعلي، التي تستهدف الأطفال خاصة، بعقد فقرات مسرحية وفنية لهم في المدارس والمراكز داخل القدس.

يقول مؤسس الفرقة عامر مريدي: "رمضان له رونق خاص وموسم تنشط فيه الفرقة لإقامة أنشطتها الفنية المختلفة، ونأمل أن تكون أشهر السنة كهذا الشهر الفضيل".

ويضيف مريدي لـصحيفة "فلسطين": "الفعاليات الفنية تأخذ طابعًا مختلفًا في شهر رمضان، إذ تستعين بفرق إنشاد دينية ومقرئين من المسجد الأقصى، وتقام قبل الإفطار وبعدها".

ويشير إلى أن الحكواتي لا يستغنى عنه في ليالي رمضان، إضافة إلى الألعاب التفاعلية والقصص، وعروض السيرك.

ويلفت مريدي إلى أن العام الماضي الفرقة تحدت ظروف كورونا، بابتكار مشروع فانوس الحارة، وهي عربة عليها منصة تصنع أجواء رمضان في الشوارع والحارات، حيث حققت نجاحًا لافتًا، ولفت القدس ومحافظات الضفة.

وما يميز أعمال الفرقة هذا العام إقامة خيمة رمضانية في القرى المهجرة المحيطة بمدينة القدس، حيث تقدم عروضًا فنية في الهواء الطلق، مع سيرك النار، وأسئلة تفاعلية من طريق الألعاب، ولا غنى عن فرق الإنشاد الديني، وفقًا لحديث مريدي.

ويذكر أن للأطفال نصيبًا كبيرًا في وضعهم في أجواء رمضان الممتعة، بعقد ورش لصناعة الفوانيس، والمأكولات الرمضانية والحلويات التي يشتهر بها الشهر الفضيل، وتزيين التمر بالمكسرات والسكاكر.