فلسطين أون لاين

رمضان فرصة لتقويم عاداتك اليومية

...
غزة- مريم الشوبكي:

هاتفها المحمول لا تضعه من يدها إلا عند النوم فقط، تمضي جل وقتها بالتقليب بين صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تتابع هذا وتعلق لذاك، وفي الوقت ذاته تتحدث في أكثر من محادثة "ماسنجر" مع أخت وصديقة وقريبة.

مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت كـ"السوسة" لبيان أبو راس، أدمنتها إلى درجة باتت تزعجها جدًّا، جعلتها تهمل بيتها ونفسها، وتسبب لها الأرق ليلًا من كثرة الساعات التي تمضيها في تصفحها.

مع بدء شهر رمضان أخذت بيان على نفسها عهدًا بالتقليل التدريجي لتصفحها هاتفها، حتى تصل في النهاية إلى ساعة محددة في اليوم يمكن أن تتفقده فيها.

تقول بيان لصحيفة "فلسطين": "أول ما فعلته كتمت صوت كل إشعارات المحادثات حتى لا يجرني فضولي نحو فتح الهاتف، فالفضول يجر مزيدًا من الساعات وبذلك يسرق وقتي، ثم أصبحت لا أتفقد الهاتف إلا في وقت فراغي، بعد انتهائي من أعمال البيت ومتابعة أبنائي ودروسهم".

وتتابع: "حتى أبنائي استطعت أن أسيطر على شدة تعلقهم بالهواتف بمنعهم من حملها كل دقيقة رغم الصراخ وهستيريا البكاء التي تصيبهم أبقى صامدة، حتى يملوا ويتجهوا نحو اللعب بألعابهم، أو اللعب معًا".

التقرب إلى الله وزيادة العبادات وتحسين علاقتها بربها هذا العهد قطعته نداء أبو ماضي على نفسها، بالتسجيل في دورة تلاوة وتجويد في المسجد القريب من بيتها.

تبين نداء لصحيفة "فلسطين" أن الدنيا كانت تلهيها عن الالتزام بدورات منظمة في المسجد؛ فهي منذ سنوات تتخذ القرار ولكن لا تنفذه، كما أنها لا تلتزم بقراءة ورد يومي من القرآن إلا إذا سنح لها ذلك.

وتلفت إلى أنها قررت عدم إضاعة وقت فراغها إلا بما فيه أجر وثواب، وتحسين للحالة النفسية وطمأنينة القلب، والتخلص من الشعور بالذنب والتقصير.

الصمت

العصبية الزائدة هي المشكلة الأصعب التي يحاول مراد العجلة التخلص منها منذ سنوات، ويرى أن الإقلاع عنها يحتاج إلى مجاهدة كبيرة للنفس، قائلًا: "ما تعودته سنوات عدة ليس من السهل التخلص منه بكبسة زر".

ويتابع مراد لصحيفة "فلسطين": "تتعاظم هذه المشكلة في أثناء الصيام، لذا أحاول دائمًا أن أحافظ على هدوئي، أو مقابلة أي أمر يغضبني بالصمت وترك المكان على الفور، وإذا كنت في البيت أغادره بضع ساعات ثم أعود بأحسن حال".

من جهته يبين الاختصاصي الاجتماعي د. إياد الشوربجي أن الإنسان يحتاج دائمًا إلى التغيير في عاداته، خاصة السيئة منها التي تجلب الأذى له وللآخرين.

ويشير الشوربجي في حديث مع صحيفة "فلسطين" إلى أن التغيير يبدأ باتخاذ الشخص هذا القرار، ثم تحديد العادات السيئة التي يريد التخلص منها كالعصبية والتدخين، ثم تبدأ مرحلة التحلي بالإرادة والعزيمة للإقلاع عنها.

ويوضح أن شهر رمضان فرصة للتغيير في السلوك الظاهري أو في الأفكار، ويجب وجود قناعة حقيقية بالتغيير، منبهًا إلى أن بعض العادات تحتاج للتدرج في وقفها كالتدخين مثلًا، حتى لا يتراجع الشخص.

ويبين الشوربجي أن العادات التي تتعلق بالسلوك أو الأفكار كالغضب والصراخ تحتاج إلى أن يقتنع الشخص برغبته في التغيير، وتجريب بدائل كضبط النفس والصمت، ورد الإساءة بالإحسان.

ويلفت إلى أن حض النفس على عدم التراجع والعودة إلى العادة السيئة يكون بعقد تحدٍّ بين النفس والعادة السيئة ومقاومتها، ويمكنه تحديد خطوات لنفسه من باب المحاسبة الذاتية كالصلاة ركعتين، أو قراءة جزأين من القرآن، ومكافأة نفسه في حال بلائه بلاء حسنًا.

وينصح الشوربجي بوضع بديل عادة إيجابية بدلًا من السلبية، ليفرغ فيها الشخص المشاعر السلبية.