فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

د. الربيعي ينصحهم باستشارة الطبيب

"ضيف ثقيل" على أجسادهم.. صائمون يقاومون كورونا

...
د. أحمد الربيعي
غزة- مريم الشوبكي:

كورونا ضيف ثقيل زار بيوتًا كثيرة عنوة، أنهك أجساد مصابيه التي حملته معها إلى شهر رمضان، يقاومون ليتموا الصيام، يحاولون التعايش معه ورفع مناعتهم بالفيتامينات من الخضار والفواكه، حتى يرحل.

الصيام مع إصابة الجسد بعلة مرضية مرهق وشاق، فكيف إذا كان المرض عدوى فيروس كورونا؟! مصابون بالفيروس يروون تجاربهم مع الصيام لأول مرة والمرض قد تملكهم، رغم تمتع بعضهم بأجسام رياضية وخالية من أي أمراض مزمنة.

الغزي محمد أبو طبق أصيب بكورونا، ولم يعرف مصدر الإصابة، لكن هاجمته آلام حادة في الجسد تركزت في القدمين، وصداع في الرأس لا يوقفه أي مسكن، والشعور بالدوران وفقدان الاتزان، وآلام في البطن والصدر، وتغير في حاسة التذوق دون فقدها والشم أيضًا.

أبو طبق (36 عامًا) هاجمته كورونا رغم أنه كان ملتزمًا بإجراءات السلامة، كما يقول.

يبين أبو طبق لصحيفة "فلسطين" أن حدة الأعراض تركزت في الأيام السبعة الأولى للإصابة، ثم بدأت تخف شيئًا فشيئًا، ولكنه ما يزال يعاني ضيقًا في التنفس وجفافًا بالحلق، وإرهاقًا من أقل مجهود.

ويركز في طعامه على الشوربات، والألبان، مع تناول الدواء والفيتامينات بانتظام، فضلًا عن الفواكه والمشروبات الساخنة، وتوقف تمامًا عن تناول المقليات.

ويدعو أبو طبق إلى الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة، لأن المرض ليس هينًا، فمن يراهن على مناعته فقد يخسر حياته، فوالده توفي بكورونا رغم أنه يتمتع ببنية جسدية قوية.

أما محمد سلمن (مهندس حاسوب) فمنذ اليوم الأول لإصابته بكورونا كانت الأعراض قوية جدًّا: صداع، ورشح يلازمه طوال الوقت، ويشتد في ساعات الليل.

يصف سلمن في حديث إلى صحيفة "فلسطين" حياة المصاب بكورونا بالصعبة، لأنه يفرض عليه العزل ليحمي عائلته وأطفاله الستة، قائلًا: "تخيل أنك تمتنع عن احتضان أطفالك ومشاركتهم في اللعب، حتى الاحتفال بذكرى ميلادهم، وهذا ما حدث مع ابني".

يعول على مناعته التي ستعينه في صيام أيام الشهر الفضيل، إذ لا يتوانى عن الإكثار من الحمضيات، والمشروبات الساخنة، والأكل الصحي.

ويناشد كل مصاب عزل نفسه والتحلي بالمسئولية الاجتماعية والأخلاقية والدينية حتى لا يكون سببًا في قتل أحدهم بعدم مبالاته، أما المصابون فينصحهم باستشارة الطبيب في أي عرض طارئ شعروا به منعًا لتدهور حالتهم.

أم مرضعة

عبادة بشير لاعب يحترف كرة الطائرة، بين ليلة وضحاها أصبح طريح الفراش، تعب وإرهاق عام بالجسد، حرارته تخطت حاجز 39 درجة مئوية، لم يعد يتحمل الصداع الذي هاجمه وبقي ملازمًا له، وكان يتنفس بصعوبة بالغة.

توقع بشير (31 عامًا) أن تكون هذه الأعراض لفيروس كورونا، وهذا ما أكدته نتيجة فحصه الإيجابية، حتى وقت ظهور النتيجة حجر عبادة نفسه بعيدًا عن زوجته وابنته ذات الأشهر الثلاثة.

ويوجه نصيحة لكل غير مبالٍ: "تجربتي مع الفيروس قاسية لا يستطيع أي إنسان تحملها، لا تراهن على مناعتك وقوتك الجسدية، جسمي الرياضي خارت قواه أمام قوة الفيروس، فلا تكن سببًا في إيلام نفسك وغيرك".

كذلك وسام قشطة التي تعمل في قسم العلاقات العامة بمستشفى غزة الأوروبي، وتلتزم بإجراءات الوقاية والسلامة، لا سيما أنها تتعامل مباشرة مع مصابي كورونا في غرف العزل، أصيبت بكورونا.

"أفرهول" الوقاية وغطاء الرأس والقدمين وكمامتان تتسلح بها وسام منذ لحظة دخولها للمستشفى، ولكن في لحظة انشغال اكتفت بوضع كمامة واحدة، تعتقد أنها هي لحظة مباغتة الفيروس لها.

تقول قشطة لصحيفة "فلسطين": "معاناتي مضاعفة لأني أم مرضعة؛ فأصاب بجفاف حلق مضاعف، وأحتاج إلى شرب كمية كبيرة من السوائل، ومع فقدان حاسة الشم فلا شك ستزداد مشكلة الجفاف، ولكني سأعوضها بزيادة في كمية الخضار والفواكه والغذاء الغني بالألياف".

وتنصح قشطة بأخذ قاعدة "استهتارك سيقتل أحبابك" على محمل الجد، منبهة كل من يستهتر: "هناك أشخاص بعد 20 يومًا من تعافيهم من الإصابة الأولى هاجمهم الفيروس مرة ثانية، وكانت أشد صعوبة، وهذا يدل على سرعة انتشار السلالة الجديدة، وهي أشد فتكًا بالجسم".

الصيام وكورونا

في السياق ينصح استشاري أمراض الصدرية والباطنة د. أحمد الربيعي المصابين بكورونا باستشارة الطبيب، الذي سيقرر لهم صحيًّا إمكانية الصيام من عدمها لكلٍّ منهم.

ويبين الربيعي لصحيفة "فلسطين" أن الصيام لا يزيد من الأعراض، ولكنه قد يؤثر في طاقة المصاب بكورونا، من حيث الشعور بجفاف وهزال.

ويذكر أن حدة الإصابة ليس لها علاقة بالسن، ولكن تتفاقم حالة الشخص إذا كان مريضًا بضغط الدم والسكري وأمراض القلب، ومن يعانون التهابات في الجهاز التنفسي.

وينصح الربيعي المصابين بكورونا بالاعتماد على الغذاء الصحي المتوازن في المدة الممتدة ما بين الفطور والسحور، بالاعتماد على شرب كميات كبيرة من الماء، والمشروبات الدافئة التي تحمي من الجفاف وتقوي المناعة.

ويشدد على ضرورة تجنب تناول الحلويات من الكنافة والقطائف والعوامة، والعصائر المحلاة بالسكر كالخروب، والعرق سوس، والكركديه، "لأنها تضعف المناعة"، مع تفادي المخللات والملح المفرط في الطعام، وجعل طبق السلطة أساسيًّا والإكثار من تناول الخضراوات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الماء كالورقيات، والفلفل الرومي، والخيار.

كما ينصح المصابين بكورونا -لا سيما ربات البيوت- بعدم بذل مجهود كبير في ساعات الصيام، لأنه يزيد من الهزال والضعف العام للجسم.

ويحث الربيعي على الاستمرار بتناول الفيتامينات كفيتاميني سي و(د) والزنك.