فلسطين أون لاين

السلطة تجهض أي محاولات لانتفاضة شعبية ضد الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

مع كل ما يدور في القدس المحتلة من انتهاكات إسرائيلية متصاعدة، ورد الفلسطينيين بعمليتين فدائيتين في الضفة ورباط متواصل في القدس، تزداد فرص اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي، لكن تبقى الخشية متمثلة في أن تقوم السلطة بوأد هذا الحراك في ظل التطبيع العربي مع (إسرائيل) وافتقاد الفلسطينيين للدعم العربي والدولي.

وأول من أمس أعدم جيش الاحتلال ثلاثة شبان فلسطينيين من طولكرم، هم: أحمد بشير فقها (19 عامًا) وعبد الله خالد دعباس (20 عامًا) ومحمد أيمن فتحي (20 عامًا) بزعم تنفيذهم عملية فدائية قرب حاجز سالم غرب جنين.

سلوك الاحتلال

المحلل السياسي سعادة ارشيد رأى أن هناك عوامل متضافرة في هبَّة الضفة الغربية؛ أولها متعلق بإجراءات الاحتلال وسلوكه من الاستيطان والتهويد سواء بالضفة أو بالقدس، وما تبقى من سياسيات ترامب القديمة، وتعاقب الحكومات اليمينية الإسرائيلية.

وقال ارشيد لـ"فلسطين": "كما أن تعطيل الانتخابات الفلسطينية كان جزءًا من هذه الأسباب التي كان يتوق شعبنا للتغيير من خلالها فأصبح بعد تعطيلها يرى أنه يجب أن يغير بطرق أكثر عنفًا".

وأشار إلى أنه يُضاف لذلك كون الإسرائيليين يميلون للحسم المبكر حاليًّا في موضوع القدس لأسباب سياسية أو عقدية أو انتخابية تتعلق بأزمة تشكيل حكومة الاحتلال الجديدة.

وبيَّن ارشيد أن مدى تطور هذا الحراك الشعبي سيتبين في الثامن والعشرين من رمضان ومسيرة الأعلام للمستوطنين الذين سيقتحمون الأقصى وردة فعل أهل الضفة.

وأعرب عن اعتقاده بأن السلطة بالضفة الغربية ستضبط الأمور باتجاه التهدئة.

وتابع: "خطاب السلطة الإعلامي حتى الآن يكتفي بالتعبير عن الأسف والاكتفاء بالقلق وتحميل المجتمع الدولي المسؤولية تجاه ما يحدث في القدس، في حين أن الغريب هم غير متحملين لمسئولياتهم تجاهها".

وأشار ارشيد إلى أن غياب الدعم العربي والدولي يشكك في استمرار تلك الهبَّة، قائلًا:" بتقديري أن ما يحدث في القدس انتخابات ترجمتها هتافات المقدسيين للتصويت لطرف معين، فالناس تتوق للتغيير لكن لا أعرف مدى قدرتها على الاستمرار في هذا الحراك".

وبيَّن أن الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات حيث أن الاحتلال يدفع باتجاه التصعيد بخصوص الأقصى فهو يضمن أن الإقليم العربي لن يتحرك بأكثر من بيانات الشجب والإدانة والكلام الفارغ.

وتابع: "المقدسيون لا أب لهم في هذه المعركة، فمجريات يوم الثامن والعشرين هي التي ستحدد مسار الحراك الشعبي بعد ذلك".

نضال مستمر

بدوره، عدَّ المحلل السياسي أسعد العويوي أن العمليات الفدائية الأخيرة ليست غريبة في مسيرة شعبنا النضالية لكونه لا يزال تحت الاحتلال.

وأضاف العويوي لصحيفة "فلسطين": "عادت تلك العمليات في معركة السيادة على القدس لأنها جوهر قضيتنا الفلسطينية، وهي عامل لارتفاع وتيرة النضال ضد الاحتلال الذي يمارس عمليًّا اليوم سياسة التطهير العرقي بالمدينة".

وقال: "كما نفَّذ الاحتلال التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948، هو يعمل الآن مستغلًا الظروف التي يعيشها الإقليم العربي للاستفراد بالشعب الفلسطيني والقدس لكي يفرض سياسته فيها".

وأشار العويوي إلى أن حكومة الاحتلال "الفاشية" تتكئ في ذلك على سياسة الولايات المتحدة الأمريكية التي تعطيه الضوء الأخضر في كل سياساته لفرض أمر واقع جديد في القدس، وكل الضفة الغربية من خلال الاستيطان والتوسع والقتل والإجراءات القمعية اليومية".

وبيَّن أن حكومة الاحتلال تستخدم أقصى طاقتها للبطش بشعبنا متكئة على "التطبيع العربي" الذي يعطي لها ضوءًا أخضر، قائلًا: "صحيح أن العمليات الفدائية حتى الآن فردية لكنها يمكن أن تصبح ظاهرة عامة تؤدي إلى انتفاضة ضد الاحتلال".

وأكد العويوي على أن قضية القدس جوهرية بالنسبة للفلسطينيين والمساس بها يعني فتح "أبواب جهنم" وقد تكون شعلة لانتفاضة جديدة كما حدث في الانتفاضة الثانية عام 2000 عندما اقتحم رئيس وزراء الاحتلال الأقصى.