ثلاثة فدائيين أحرار لبَّوا نداء القدس والأقصى متسلحين ببنادق بدائية "كارلو" وهاجموا في وضح النهار موقعًا عسكريًّا إسرائيليًّا شمال جنين المحتلة في حدث بطولي قل نظيره طيلة السنوات الماضية في الضفة ليرتقي اثنان منهم شهداء ويصاب ثالث بجراح خطرة.
هذه العملية الفدائية تأتي بعد ساعات من العملية البطولية التي نفَّذها الفلسطيني البطل منتصر شلبي والذي اقتحم حاجزًا عسكريًّا محصَّنًا وسط الضفة ليقتل ويصيب عدد من المستوطنين الذين يغتصبون الأرض الفلسطينية ويعتدون على أهالي الضفة على مدار الساعة.
الهجوم البطولي صباح اليوم يأتي بعد تصاعد عدوان الاحتلال ومستوطنيه على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة وإقدام المستوطنين على استخدام أسلحة نارية في مواجهة الأهالي العزل في تطور لافت، واستخفاف إسرائيلي بسلطة عباس التي تمتلك عشرات الألوف من الجنود والبنادق التي لا نسمع أزيز رصاصها سوى في الأعراس أو عند اقتحام أجهزة عباس بيوت الفلسطينيين في الضفة بحثًا عن المقاومين أو ترويعهم للآمنين من أنصار المقاومة الفلسطينية من النساء والأطفال، في حين تختفي تلك الألوف المؤلفة من الجنود لحظة اقتحام جيش الاحتلال لمدن ومخيمات الضفة، ويخرس أزيز رصاصهم عند اعتداءات المستوطنين على أهالي الضفة المحتلة.
العمليات البطولية في الضفة تأتي بعد أيام قليلة من قتْل جيش الاحتلال بدم بارد فتًى فلسطينيًّا يبلغ من العمر ستة عشر عامًا في مدينة نابلس، ومسنة فلسطينية جاوزت الستين عامًا في بيت لحم بذريعة محاولتها طعن أحد جنود الاحتلال الأمر الذي كذَّبته كاميرات المراقبة التي وثَّقت لحظة إعدام تلك المسنة البريئة.
نداءات المسجد الأقصى التي انطلقت فجر الجمعة من حناجر عشرات الألوف من المرابطين في ساحاته والتي عبَّرت عن دعمها للمقاومة الفلسطينية وطالبتها بالرد على عدوان الاحتلال المتصاعد تؤكد إيمان الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة ونبذه تيار التنسيق الأمني الخبيث الذي أضحى تعاونه مع الاحتلال مثار سخرية واشمئزاز من الكل الفلسطيني، فلسان حال الفلسطينيين اليوم يقول إن المقاومة هي الخيار الأكثر نجاعة في التعامل مع جيش الاحتلال ومستوطنيه، وقناعتنا أن نداءات الأقصى ستجوب فلسطين من شمالها إلى جنوبها وسيلبي هذا النداء أحرار فلسطين دفاعًا عن كرامتها وسياجًا للمسجد الأقصى المبارك والقدس المحتلة من اعتداءات الاحتلال.
يبدو جليًّا أن اشتعال الضفة المحتلة في وجه الاحتلال ومستوطنيه بات قدرًا محتومًا خلال الأيام المقبلة خاصة مع تصاعد المواجهات في الضفة وتنفيذ العمليتين البطوليتين في حاجز زعترة وموقع سالم العسكري، وما إطلاق مصطلح "كلاب الأثر" على الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي تتعاون مع الاحتلال في ملاحقة أهالي الضفة وتغض الطرف عن اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين إلا دلالة على أن الضفة تعمل على نفي خبَثَها من أصحاب عقيدة التنسيق الأمني المهين مع الاحتلال، وأنها تستعيد عافيتها وقوتها في مواجهة الاحتلال نصرة للقدس والأقصى بعد سنوات طويلة من محاولات فاشلة لتدجينها لتقبل بالعيش تحت بساطير الاحتلال.