تركزت زيارة الرئيس ترامب للمنطقة في ثلاثة محاور رئيسة، كان المحور الأول هو تشكيل تحالف عربي إسلامي لمكافحة الإرهاب، برعاية أميركية. (أميركا لن تكون مقاتلًا بديلًا عن النظام العربي الإسلامي في مكافحة الإرهاب)، ولكن يمكن أن تكون راعية ومساعدة، وهنا التقت مواقف دول الخليج مع مواقف أميركا في تحميل إيران مسئولية الإرهاب في المنطقة، وبالطبع لم تكن إيران من بين الدول الإسلامية التي دعيت لمؤتمر قمة الرياض. ومن ثم أصبح بين يدي المشاركين مهمتان الأولى محددة، وهي مواجهة التصرفات الإيرانية، وتدخلاتها الخارجية، والثانية خيالية غير محددة وهي الإرهاب، حيث تختلف الدول في تعريفه، وفي تحديد الجماعات التي توصف بهذا الاسم، فالاحتلال الإسرائيلي مثلًا للأراضي العربية ليس إرهابًا، والاستيطان ليس إرهابًا في قراءة ترامب للإرهاب.
المحور الثاني هو خلق فرص عمل جديدة أمام الأمريكان، وقد تحقق هذا من خلال صفقة السلاح الضخمة التي وقعتها المملكة مع أميركا والتي تبلغ بحسب بعض المصادر (110) مليارات دولار، وهي صفقة ضخمة ستساعد الاقتصاد الأميركي على النهوض وتوفير آلاف فرص العمل أمام العاملين في أميركا في هذه المجالات.
أما المحور الثالث فقد تحدد في تقديم أقوى دعم لإسرائيل، سواء بالاتفاق معها على العمل ضد المشروع الإيراني، أو من خلال وصف حماس بالإرهاب، أو من خلال تعهدات أميركية بالمحافظة على أمن إسرائيل، وتوفير الاستقرار لها، وفتح بابا لها للتطبيع مع الدول العربية من خلال المشاركة المباشرة أو غير المباشرة ضد الإرهاب.
أما على مستوى المفاوضات بين السلطة وإسرائيل، فقد أكد محمود عباس أنه جاهز للعودة للمفاوضات وجدد تمسكه بحل الدولتين كسبيل وحيد لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.
وقال في مؤتمره الصحافي الذي عقده مع ترامب في بيت لحم: "نؤكد لكم مرة أخرى على موقفنا باعتماد حل الدولتين على حدود 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش جنباً إلى جنب مع (إسرائيل) في أمن وأمان وحسن الجوار؟!".
واعتبر الرئيس الفلسطيني، أن المشكلة الحقيقية مع الاحتلال والاستيطان وعدم اعتراف (إسرائيل) بدولة فلسطين، كما اعترفنا بها، الأمر الذي يقوض تحقيق حل الدولتين. بينما لم يذكر ترامب البتة مشروع حل الدولتين، ودعا الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني إلى تقديم تنازلات من أجل السلام واتخاذ "القرارات الصعبة"، وقال إنه ملتزم شخصيًّا بمساعدة الجانبين على التوصل لاتفاق لإنهاء الصراع، ولكنه لم يقدم تفاصيل حول خططه لاستعادة الطرفين للمفاوضات، ولكن الصحف ذكرت أنه يدرس مع مستشاريه إطلاق مبادرة للسلام لم تتضح تفاصيلها بعد، ولكنها ستلبي فيما يبدو جُل المطالب التي يطالب بها نتنياهو.