"رجال الإطفاء الفلسطينيون شجعان" ، بهذه الكلمات المعسولة علقت قيادات صهيونية على مشاركة الدفاع المدني الفلسطيني في إطفاء الحرائق التي اجتاحت مناطق مختلفة من غابات وأحراج العدو.
لقد حظي الإطفاء الفلسطيني ، والعربي ( الأردن ومصر) بترحيب، وإطراء، من قيادات اسرائيلية من مختلف المستويات، وقد رأيت أن أنقل للقارئ الفلسطيني والعربي، بعض كلمات هذا الترحيب والإطراء في إخماد حرائق أراد الله لها أن تكون ضخمة انتقاما من دولة استحلت دماء الصبايا والشباب إعداما بلا مبرر، وهو ما تعرفه السلطة وتعرفه الدول العربية. أسوق هذه الكلمات لأننا نعيش في زمن مضطرب، وسياسات أكثر اضطرابا، حتى بتنا لا نعرف من عدونا؟! ومن صديقنا ؟!
لقد حظي الدفاع المدني الفلسطيني بترحيب كبير في (إسرائيل) إثر تطوعه للمساعدة في إخماد النيران . فقد انتشرت صور رجال الإطفاء الفلسطينيين، الذين وصل عددهم إلى نحو 40، وهم يواجهون النار إلى جانب رجال الإطفاء الإسرائيليين؟! .
وكتب الإسرائيليون على مواقع التواصل إنهم يقدرون ( الوقفة الإنسانية) التي قام بها الفلسطينيون، وإنهم رجال شجعان.
ففي حيفا، نشر الإعلامي المحلي (يؤاف إيتيئل)، صورة مع رجال الإطفاء الفلسطينيين كاتبا إنهم يساهمون في مجهود إخماد النار. وأشاد منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية (يؤاف مردخاي)، بطواقم الإطفاء الفلسطينية، مدشنا هاشتاغ #الله_محييكم ؟!!.
وقال آخرون "نتحاور بالعبرية المدمجة بالعربية ونحارب النيران بلغة مشتركة. لذا ففي الوقت الحالي لا يهمنا سبب اندلاعها، نحاول إخمادها يدا بيد"!
وعبر حساب “إسرائيل بالعربي” الرسمي على موقع “تويتر”، قالت (وزارة الخارجية الإسرائيلية): جارك قريبك، جزيل الشكر لكل من مصر على إرسال مروحيتين والأردن على إطفائيات لإخماد حرائق (إسرائيل) والسلطة الفلسطينية على 8 إطفائيات.
وأرفقت الخارجية تغريدة أخرى للمتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية (ميكي روزنفيلد)، نشر فيها صورا لجهود إخماد الحرائق، قائلا: “رجال الإطفاء من الفلسطينيين يعملون سويا مع رجال الإطفاء الإسرائيليين في مدينة حيفا للمساعدة في إطفاء الحرائق”.
وأشاد ضابط الإدارة المدنية الإسرائيلية ( أفيئيل جيربي ) حسب تقرير لسي إن إن بأداء رجال الإطفاء الفلسطينيين الذين يساهمون في إخماد الحرائق، مؤكدا أن أداءهم “يتصف بالمهنية”، وفقا لما نقلته الإذاعة الإسرائيلية؟!!.
إن هذا الإطراء والمديح على المشاركة الشجاعة في إطفاء الحرائق خلافا لمشاعر الرأي العام تطرح سؤالا ابتدائيا يقول: من نحن؟! ومن هم؟! ومن الصديق ؟! ومن العدو؟! وهل العمل الإنساني يجب أن يشعر به الضعيف نحو القوي المحتل؟! بينما لا يشعر القوي بأدنى مشاعر الإنسانية وهو يهدم بيوت الفلسطينيين في القدس وغيرها، ولا يشعر به حين يمارس عمليات الإعدام ضد الصبايا والأطفال؟!!. ويبقى سؤال أيضا يقول للدول العربية المشاركة ماذا أرسلتم لغزة بينما كان القصف الجوي الإسرائيلي لها على مدار واحد وخمسين يوما؟! فهل كانت الإنسانية ميتة؟! أم لا يستحق سكان غزة ما تستحقه حرائق العدو ؟!!!