فلسطين أون لاين

يتزين لاستقبال المواطنين استعدادًا للشهر الكريم

سوق الزاوية تُفرِّح القلوب وإن فرغت الجيوب

...
غزة - صفاء عاشور

أضواء وزينة وفوانيس، وأغنية "أهلًا رمضان" ترحب بكل من يقصد سوق الزاوية في وسط مدينة غزة، المعلم الرئيس الذي إذا أردت أن تشهد رمضان على أصوله فعليك بزيارته، وإن كنت لا تحتاج لشراء شيء بعينه.

كل ما عليك فعله هو أن تخطو في ذلك الشارع الذي تمتد على جنباته المحال التجارية التي تزينت بكل ما يحتاج له المواطن للشهر الكريم، معلنة قدوم الكرم والبركة مع شهر رمضان المبارك.

وتأتي كل هذه الاستعدادات مع الظروف الصعبة التي يعانيها أهالي قطاع غزة، بسبب الأزمات التي يمرون بها، فهم لم يتوانوا عن الاحتفال بقدوم الشهر الكريم، وإدخال الفرحة على كل من يزور هذه السوق، فعلى حد قولهم: "الفرحة تدخل القلوب، وإن كانت الجيوب فارغة".

ومع دخول السوق تجد المحال بدأت بعرض زينة رمضان المختلفة، والفوانيس والنجوم المعبرة عن قدوم الشهر الكريم، لتجذب كل من يراها بتلألؤ أضوائها صباح مساء.

عبد الرحمن عجور صاحب محل عجور للألعاب والهدايا واحد من هؤلاء الذين زينوا محالهم بأبهى صورة، قال لـ"فلسطين": "استعددت إلى شهر رمضان، وأحضرت لوازمه من فوانيس وألعاب وأضواء لزينة رمضان، وعملت على توفير كل ما يحتاج له المواطن في غزة، ولكن حتى الآن لا تزال الحركة قليلة ولا تشبه السنوات الماضية".

وأضاف: "في السنوات السابقة كنا نستقبل المواطنين الراغبين بالتجهيز لرمضان قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أما الآن فلا يقصد المحل إلا قليل من الناس الراغبين باستطلاع أسعار بعض الفوانيس وأضواء الزينة التي يوجد إقبال على اقتنائها".

وعبر عجور عن أمله في أن تحمل الأيام القادمة من شهر رمضان، ويتسلم فيها الموظفون ما تبقى من رواتبهم الخير، ويتحسن فيها أوضاع التجار في سوق الزاوية، وأن تساهم في زيادة الشراء.

وليس ببعيد عن عجور هناك بائع المخللات الذي بدأ بتجهيزها قبيل رمضان بشهور، لتصبح جاهزة للبيع مع بدء الصيام، تتفحص البضاعة لتجد المخللات بأنواعها مثل: الخيار، والمكدوس، والفلفل الأصفر والأحمر، والملفوف، والجزر، وغيرها الكثير.

تمور وعصائر

وبجواره كان أبو هيثم بلبل يجلس على كرسيه مقابل محله، الذي يبيع فيه التمور والفواكه المجففة بمختلف أنواعها، لفت إلى أنه تجهز للشهر الكريم بإحضار بضائع جديدة وأصناف مختلفة من التمور، والفواكه المجففة، مثل: الأناناس، والمشمش، والقراصية، والبابايا.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أنه عمل على توفير جميع لوازم العصائر، كقمر الدين، والكركديه، والعرقسوس، وغيرها، لافتًا إلى أن الأسعار مثل العام الماضي لم تشهد ارتفاعًا ولا انخفاضًا.

وأشار بلبل إلى أن الأسواق هادئة والحركة فيها ضعيفة جدًّا مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك بسبب أزمة رواتب موظفي السلطة، وباقي الأزمات التي يمر بها القطاع، معبرًا عن أمله في أن تتغير الأوضاع مع بداية الشهر الكريم.

توابل رمضان

ولا يكتمل رمضان إلا بشراء توابله، التي تتفنن سيدة البيت في استعمالها لتجهيز أطيب الوجبات اللازمة للإفطار، ولذلك اجتهد معتز الحلو صاحب محل الحلو للبهارات في سوق الزاوية، لتوفير كل أصناف التوابل التي يكثر الطلب عليها في الشهر الكريم.

وقال لـ"فلسطين": "إن الأزمات التي يمر بها القطاع جعلتني أقلل من الكميات التي أحضرها من التوابل لشهر رمضان، تخوفًا من ضعف القدرة الشرائية عند المواطنين"، لافتًا إلى أن من كان يشتري من عنده توابل بـ300 شيكل أصبح يكتفي بـ100 شيكل فقط.

وأضاف الحلو: "الأوضاع تزداد سوءًا، والناس أصبحت متخوفة من صرف ما تمتلكه من مال، وتبقى التوابل ليست من الأمور الأساسية، لذا قل استهلاك المواطنين لها بصورة ملحوظة، وهو ما أثر على حركة البيع".

وأشار إلى انخفاض أسعار التوابل هذا العام لرغبة المستوردين في بيعها، ولو بأقل الأسعار، وذلك ليتجنبوا حدوث خسائر مالية، معبرًا عن أمله في أن تحمل الليالي الأولى من رمضان حراكًا جيدًا في السوق.