قد يكون فقدان الصوت أو مواجهة أي صعوبات في سماع أصواتنا أمراً صعباً، خاصة لأولئك الذين يحتاجون استخدامه في أعمالهم.
لقرون وعبر العديد من الثقافات، اعتقد الناس أن العلاجات المنزلية هي حل مفيد للعديد من الأمراض بما في ذلك فقدان الصوت.
تزخر المواقع على صفحات الويب بالحلول والاقتراحات بما في ذلك الزنجبيل والليمون والغرغرة بمحلول ملحي، والشاي بالعسل.
ومع ذلك ببساطة لا يوجد أي دليل علمي على أن هذه العلاجات المنزلية تعمل على استعادة الصوت. وهناك ندرة في المعلومات المتوفرة حول ما يصلح حقاً لمعالجة مشكلات الأحبال الصوتية.
لكن قبل ذلك، ما السبب الذي يجعلنا نفقد أصواتنا؟
تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 30% من البشر سيصابون ببعض أشكال اضطراب الصوت في حياتهم. هناك العديد من الأسباب التي تجعلنا نصاب بمشاكل في أحبالنا الصوتية. يمكن أن يحدث ذلك بسبب عدوى فيروسية أو الإفراط في استخدام صوتنا أو من خلال حدوث تلف في الطيات الصوتية، أو أورام حميدة تكون غير سرطانية تتشكل على الطيات الصوتية.
يتعرض العديد من الأشخاص مثل المعلمين والمغنيين والمحاميين والممثلين لخطر أكبر من غيرهم في حدوث مشاكل في الصوت، هذا لأنهم يتحدثون كثيراً من أجل لقمة عيشهم وغالباً بصوت عالٍ جداً.
فقدان الصوت هو في أغلب الأحيان ينشأ نتيجة التهاب في الحنجرة. ويمكن الشفاء منه في غضون أسبوعين. ومعظم العلاجات المنزلية لا تساعد في استعادة صوتك.
ومع أنها غير ضارة في الغالب، ولا يوجد دليل علمي على فعاليتها في علاج التهاب الحنجرة إلا أنه إذا كنت تعاني من التهاب في الحلق فقد تخفف عنك الألم مؤقتاً، لكنها لن تقلل من بحة صوتك أو خشونته.
السبب في ذلك لأن الطيات الصوتية محمية بواسطة لسان المزمار، لذلك عند تناول الشاي أو العسل أو أي شيء آخر. ينزل لسان المزمار ويغطي الطيات الصوتية، كما أنه يمنع دخول الطعام والشراب إلى الرئتين. وبالتالي فإن أي شيء يمكن أن يصل إلى الطيات الصوتية -إذا حدث ذلك- يمكن أن يؤدي إلى دخوله إلى الرئتين وبالتالي يتسبب في الالتهاب الرئوي أو غيرها من المشاكل.
ويجب أن تكون حذراً بشكل خاص إذا كنت تعاني من اضطراب ارتجاع المريء، وعدم تناول كميات كبيرة من الشاي والليمون. لأن الليمون حامضي وكذلك بعض أنواع الشاي، وبالتالي فإن تناول الكثير منه يمكن أن يؤدي إلى ارتداد الحمض إلى المريء وتهيج الحلقات والطيات الصوتية. علاوة على ذلك فإن استخدام العلاجات المنزلية يمكن أن تؤخرك عن طلب العناية الطبية المتخصصة، وقد يكون للتأخير عواقب سلبية أخرى.
ما الذي يفيد حقاً في عملية استرجاع الصوت؟
تشير الأبحاث إلى أن استخدام جهاز الترطيب، قد يكون خياراً فعالاً. حيث أنه يمكن أن يساعدك من خلال الحفاظ على ترطيب الطيات الصوتية، مما يساعد على اهتزاز الطيات وبالتالي تقليل الخشونة وبحة الصوت. نظراً لاستنشاق قطرات الماء الصغيرة الموجودة في الهواء الرطب، والتي يمكنها تجاوز لسان المزمار والوصول مباشرة إلى الطيات الصوتية.
شرب الكثير من الماء يمكن أن يفيد الطيات الصوتية، وعلى الرغم من أن الماء ليس له اتصال مباشر بطيات الصوت لدينا إلا أنه يرطب الخلايا في جسمنا.
يجب عليك أيضاً إراحة صوتك. ومع أن ذلك يعتمد على سبب ظهور الأعراض إلا أنه في حالة التهاب الحنجرة الحاد الناجم عن عدوى، فإنه يجب عليك إراحة صوتك وفي بعض الحالات الجراحية قد يقترح عليك طبيبك الامتناع عن التحدث على الإطلاق لفترة معينة.
في بعض الحالات قد لا يوصي الأطباء بإراحة صوتك تماماً. في بعض حالات اضطرابات الصوت قد يوصيك الطبيب بالبدء في أداء تمارين الصوت.
لذلك إذا فقدت صوتك لا تنسى أن تشرب الكثير من الماء واستخدام جهاز الترطيب إذا استطعت وإراحة صوتك، أما الغرغرة بالماء والملح وشرب شاي الليمون بالعسل فلا تقلق بشأنهما.