فلسطين أون لاين

تقرير هل ينتزع المقدسيون حقهم بالانتخابات رغم أنف الاحتلال؟

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة- غزة/ نور الدين صالح:

استطاع المقدسيون انتزاع انتصار جديد في هبّة باب العمود في مدينة القدس، كما جرت العادة في الهبّات السابقة، من خلال إجبار شرطة الاحتلال على إزالة الحواجز، فهل ينسحب ذلك على انتزاع حقهم في إجراء الانتخابات التشريعية المقررة في شهر مايو القادم؟

ما زال الاحتلال يُماطل في إعطاء الموافقة على إجراء الانتخابات في مدينة القدس، في وقت تواصل فيه السلطة استجداءها له، وفق تصريحات صادرة عن مسؤوليها، وهو ما يُهدد العملية الانتخابية برمتها، في ظل اتخاذها "ذريعة" للتأجيل أو الإلغاء.

يؤكد نشطاء مقدسيون أنهم سيواصلون تحركاتهم، من أجل انتزاع حقهم في إجراء الانتخابات وعدم الارتهان إلى موافقة سلطات الاحتلال على ذلك، مطالبين بضرورة توفير دعم فلسطيني وعربي.

الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، يرى أن المقدسيين يستطيعون إجبار الاحتلال للسماح بإجراء انتخابات في مدينة القدس، بشرط أن يكون هناك دعم من القوى الوطنية والإسلامية والشارع الفلسطيني بأكمله.

وقال أبو الحمص خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين": "يجب أن يكون هناك ثقة من القوى الوطنية بقدرة أبناء شعبها على فرز لجان شعبية معتمدة من لجنة الانتخابات، في كل أحياء القدس"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة ستدفع المقدسيين إلى التصويت في البيوت والأحياء حسب الأعراف المتعارف عليها دوليًّا.

وأكد ضرورة تعبئة الجماهير المقدسية وحثّهم على أهمية انتزاع حقهم في الانتخابات، مضيفًا: "المقدسيون قادرون على انتزاع حقهم خاصة إذا تعلق الأمر بسيادتهم، كما جرى في التجارب السابقة لهم مع الاحتلال، مثل هبّات باب الرحمة والبوابات الإلكترونية وغيرها".

وتابع: "يجب على الفصائل تهيئة سيناريو سلس ومقبول يُمكن الانطلاق من خلاله في شوارع البلدات الفلسطينية، سواء وافق الاحتلال على إجراء الانتخابات أم لا".

وشدد على ضرورة "تغيير المعادلات الراهنة وتجاوز جميع اتفاقيات أوسلو، وعدم استجداء الاحتلال على الموافقة لإجراء الانتخابات في القدس".

وطالب أبو الحمص، بضرورة دعم المقدسيين سياسيًّا وماديًّا ومعنويًّا، من أجل إنجاح أي جهود لإجراء الانتخابات، رغم أنف الاحتلال.

هذا ما ذهبت إليه الناشطة المقدسية زينة عمرو، إذ أكدت أن المقدسيين أثبتوا بصمودهم وتمسكهم بالحق الفلسطيني قدرتهم على انتزاع حقوقهم من أنياب الاحتلال، ومن بينها إجراء الانتخابات في القدس.

وقالت عمرو خلال حديثها مع "فلسطين": إن "المواطن المقدسي الذي استطاع إجبار الاحتلال على التراجع عن قراراته رغم بطشه وقمعه، قادر على فرض واقع جديد".

وأوضحت أن الانتخابات مطلب شرعي لدى المقدسيين، فهو بحاجة إلى تغيير الواقع المرير الذي يعيشونه في ظل وجود السلطة، "لذلك لا بد من تحريك المياه الراكدة".

وبيّنت أن إجراء الانتخابات بحاجة لخوض هبّة مع الاحتلال كما التجارب السابقة، كي يثبت المقدسيون وجودهم وحقهم، مؤكدةً حاجتهم للدعم والمساندة في مختلف الأصعدة.

وأشارت إلى أن الواقع الفلسطيني يسير نحو الأمل وتحقيق الحلم بالوحدة وإعادة الصف الفلسطيني لعهده، من أجل توجيه البوصلة نحو مدينة القدس التي تئن تحت وطأة الاحتلال، "لذلك فإن إجراء الانتخابات واجب وطني إذا سارت بوجهها الصحيح".

وجددت عمرو تأكيدها أن العملية الانتخابية يشوبها الكثير من المهددات، وهو ما زاد حالة الشك لدى المقدسيين بإمكانية إجراء هذا الاستحقاق الوطني بشكل صحيح، معربةً عن أملها أن تسير سيرًا صحيحًا كي يقول الشارع المقدسي كلمته.

إرغام الاحتلال

إلى ذلك، يقول المختص في شؤون القدس الناشط فخري أبو دياب: إن الاحتلال أراد كسر شوكة ومعنويات أهل القدس في هبّة "باب العمود" الأخيرة، لكن المقدسيين كسروا أنفه وأثبتوا له أن القدس ليست لقمة سائغة.

وبيّن أبو دياب خلال حديثه مع "فلسطين"، أن المقدسيين يواجهون الاحتلال لتحقيق غايات وأهداف في طريق الانتصار ومن بينها استحقاق الانتخابات، مشددًا: "سيرغم أهل القدس الاحتلال على إجراء الانتخابات كما أجبروه على التنازل والانسحاب من باب العمود".

وأوضح أن المقدسيين بحاجة إلى إسناد من الكل الفلسطيني أولًا، ثم الضغط على الاحتلال من خلال إجباره على تحقيق مطالبهم، من خلال تقديم طلبات عبر وساطات لإجراء الانتخابات.

وختم حديثه أن "المقدسيين سيفرضون على الاحتلال ما يريدون، ومنها إجراء الانتخابات التشريعية القادمة، وهي حق كفلته كل القوانين والأعراف الدولية".

المصدر / فلسطين أون لاين