فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

للعام السابع.. نجاح تفتقد "منافسها" الشهيد

...
غزة- هدى الدلو:

بعد سبع سنوات على فراقه لا تزال تلك الورقة التي علقها بيده على أحد أبواب الخزانة تراوح مكانها، فضمت في سطورها جدولًا تنافسيًّا، بين عبد الرزاق ونجاح، في الالتزام بالعبادات في شهر رمضان، كقراءة القرآن، وصلاة الضحى، وقيام الليل، وصلة الرحم وغيرها.

انقطع عبد الرزاق عن متابعة الجدول في 20 رمضان 2014، بعد أن شهدت الأيام الماضية له التزامًا منقطع النظير، وسجل أهدافًا في مرمى زوجته، ولكن استشهاده أوقف استكمالهما طقوس رمضان في أيامه الأخيرة، واستقبال عيد الفطر.

الشهيد عبد الرزاق شعبان عمر، من مدينة غزة، عند ارتقائه لم يكن مر على زواجه سوى ثلاثة أعوام، أكرمه الله فيها بابنتين: الأولى كانت سنها عامين، والثانية شهرين.

تعود زوجته نجاح عمر (28 عامًا) بذاكرتها إلى الأعوام الثلاث التي عاشتها مع زوجها ومر فيها شهر رمضان، قائلة لصحيفة "فلسطين": "سنوات فقدي له فاقت عددًا الأعوام التي عشتها معه، لكني حتى اليوم أفقد طريقة استقباله لهذا الشهر الكريم".

كانت له طقوسه الخاصة قبل قدوم رمضان على الأقل بأسبوع واحد، فيساعد زوجته في شئون البيت وتنظيفه لتعليق الزينة الرمضانية وأحبال الإضاءة، وشراء الفانوس لابنته الصغيرة رغم عدم وعيها له، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أيضًا كان له نشاط في المسجد القريب من بيته، فكان يعمل برفقة بعض الشباب على تنظيف المسجد، وتهوية سجاده، وغسل حيطانه لوضع الزينة وتعليق اللافتات الخاصة بقدوم الشهر.

وتبحر نجاح في ذكرياتها: "مع بدء شهر رمضان تكون المنافسة بيننا حامية الوطيس، وفي الغالب كان يتفوق عليّ، ومع ذلك يعمل على تشجيعي على الاجتهاد أكثر في هذه الأيام المباركة، لا تزال الورقة التي علقها موجودة على باب الخزانة، لا أجد من يتنافس معي بعد غيابه عنا".

في رمضان الحالي أوجدت نجاح من يتنافس معها، ابنتها اسلام التي تبلغ من العمر تسعة أعوام وباتت ملتزمة بأداء الصلوات، وحفظ القرآن وتلاوته.

ومما تستذكره أنه كان يعمد إلى تناول شوربة العدس ثلاث مرات في شهر رمضان.

وقبل قدوم عيد الفطر السعيد كان يهتم بشراء ملابس العيد لابنته الصغيرة، رغم أنه كان يواجههم أحيانًا سوء الوضع الاقتصادي، إذ كان يقول لزوجته: "لو بدي أتداين لازم أشتري كسوة العيد لإسلام".

بعد رحيله بات فانوس البيت منطفئًا، لا أجواء لقدوم رمضان كالتي كان يصنعها: جلوسه على سفرة البيت فكان هو أساسها، ورفقته لها في ركعات قيام الليل، وصوته وهو يؤمها.

ومن صفات عبد الرزاق وأخلاقه أنه تميز بالتزامه بالسنة قولًا وعملًا، وكان محبًّا لدينه، وجريئًا في قول الحق، وعلاقته الطيبة مع كل من عرفه، وحرصه على صلاة الجماعة خاصة الفجر، ومشاركته الناس في مناسباتهم المفرحة والمحزنة.

اليوم تقتصر نجاح في تزيينها البيت استعدادًا لقدوم ذلك الضيف العزيز على تعليق صورة زوجها وحولها أحبال الإضاءة.