قائمة الموقع

"ترميم بيوت المتعففين".. المشروع الدافئ لحنان وأطفالها الأيتام

2021-04-25T14:21:00+03:00

الفرحة التي ارتسمت على عائلة حنان والدة الأيتام الخمسة كان من الصعب أن تخفيها أو تكتبها كلمات؛ فقد حلت الدموع، لكن هذه المرة دموع الحمد والشكر لله رب العالمين؛ لتشهد مراسم تسلمها مفتاح بيتها بعد إجراء التشطيبات المنزلية المختلفة، وتعلن انتهاء معاناة سنوات طويلة من الإيجار الذي كانت تدفعه من قوت أطفالها، والعيش في بيت لا يحتوي على أدنى مقومات الحياة.

رمضان هذا العام جاء مختلفًا إذ استطاعت أن تحتضن أطفالها على مائدة الإفطار داخل بيتها، الذي رُمم ضمن مشروع "بناء وترميم منازل للعائلات المتعففة"، الذي تقوم عليه دائرة الحاضنة الشعبية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، فكانت بمنزلة الحضن الدافئ لكثير من العائلات الغزية التي تعيش معاناة جراء الحصار الذي يكاد يطبق على أنفاسهم.

الفرق واضح

لم تستطع حنان (45 عامًا) أن ترتب كلماتها وهي تتحدث لمراسلة صحيفة "فلسطين" كلما نظرت إلى بيتها وكيف تغير الحال معها كثيرًا، فكانت أول ما تكلمت به: "فرق معي الأمر كثيرًا"، فكانت هذه الكلمات تلخص المقارنة بين حياتها في السابق وحياتها اليوم.

تقول: "الفضل لله تعالى ثم الحاضنة الشعبية في حركة حماس، إذ كنت أعيش مع أطفالي الخمس معاناة كبيرة في منزل بالإيجار، وكان ذلك مكلفًا لي جدًّا".

وتتابع حنان: "حينما كنت أسكن في بيت بالإيجار كنت أدفع من كفالات أطفالي الأيتام، وجراء الحصار توقف عدد من الكفالات، الأمر الذي جعلني أعجز عن دفع الإيجار؛ فكنت بصعوبة أستطيع أن أشتري الأكل لهم"، كما أنهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، ما جعلها دائمة التفكير بما يمكنها فعله وتدبره، خاصة أنها مدينة.

صعوبة الوضع جعلتها تأخذ قرارًا رغمًا عنها، الانتقال من بيت الإيجار إلى بيت كانت سابقًا قد بنت جدرانه وليس له سقف ولا شبابيك ولا أبواب، ويفتقد مقومات أن يكون منزلًا للعيش، خاصة أن الأرض كانت عبارة عن رمل، الأمر الذي يزيد المعاناة وصعوبة العيش، وعدم الشعور بأدنى درجة من الأمان.

مهما مرت الأيام فمن الصعب أن تنسى حنان معاناتها، خاصة أنها عاشت في بيت لا يتوافر فيه أدنى المقومات بأن يكون بيتًا ممكن أن تعيش فيه عائلة فيها أطفال، فضلًا عن أن والدة حنان المسنة كانت تسكن معها.

وتوضح أن الوضع كان صعبًا عليها خاصة في الشتاء حيث الريح والمطر والبرد الشديد وصوت الرعد الذي كان يفزع قلبها، ومع ذلك لم يكن باليد حيلة، فكان كثيرًا ما يؤلمها أطفالها حين يأتونها وهم يرتجفون من البرد وهي لا تستطيع فعل شيء لهم، الأمر الذي كان يجعلها تبكي من قلبها قبل عينيها.

وتتابع حديثها: "كانت مفاجأة لم أكن أتوقعها حلت بفضل من الله (تعالى) ثم الحاضنة الشعبية في حركة حماس، إذ وضع اسمي ضمن مشروع ترميم بيوت العائلات المتعففة، وسُقف المنزل وركبت له الأبواب والشبابيك، وأجريت التشطيبات الداخلية للبيت".

تضيف حنان: "هذه المساعدة جاءت من الحاضنة الشعبية رغم أنني لم أقدم لهم أي أوراق أو أتوجه إليهم للحديث عن ظروفي، إنما جاءوا وقد استشعروا صعوبة الوضع وقدموا المساعدة دون أن أطرق بابهم".

وتشير بكلماتها إلى أن الحال اليوم اختلف كثيرًا؛ فهي تجلس مع أطفالها الأيتام ووالدتها في بيت له سقف وأبواب وشبابيك، الذي كان كالحلم لها ولعائلتها، هذا الأمر جعل رمضان بطعم مختلف أن يكون لها بيت تحتضن أطفالها به على مائدة الإفطار.

بيوت المتعففين

ويأتي هذا المشروع ضمن مشاريع الحاضنة الشعبية في حماس، إذ يقول رئيس قسم المشاريع في الحاضنة الشعبية شادي أبو زنادة لصحيفة "فلسطين": "هذا المشروع من المشاريع المهمة التي بحاجة ماسة لها الكثير من العائلات الفقيرة في قطاع غزة".

ويشير إلى أن هذا المشروع كانت بدايته منذ عام ونصف ولا يزال العمل به مستمرًّا، إذ سُلِّم ما يقارب 550 بيتًا لأصحابها، وسيُسلَّم في رمضان ما يقارب 45 منزلًا، ويلفت إلى أن تكلفة المشروع تقدر أربعة ملايين وسبعمائة ألف دولار.

الفئات التي يستهدفها المشروع يذكر أبو زنادة أنها ثلاث فئات: الفئة الأولى ترميم البيوت التي لا تصلح للسكن الآدمي، والفئة الثانية ترميم البيوت القديمة المتهالكة، أما الفئة الثالثة فتتمثل في توفير شقة للعائلات الفقيرة التي تسكن في بيت بالإيجار ووضعهم المادي صعب ولا يستطيعون دفع الإيجار.

ويتابع: "وبذلك تكون طبيعة المساعدة مختلفة، فمن البيوت يحتاج إلى إجراء تصليحات، وبعضها بحاجة إلى استكمال تشطيبات، وبذلك يكون منها ترميمًا جزئيًّا، ومنها كلي وهو المتمثل في إعادة البناء".

وكلما انتهي من تسليم منزل كانت السعادة غامرة إذ يقول أبو زنادة: "السعادة التي نشهدها على أصحاب البيوت بعد الترميم والبناء تجعلنا نعمل بقدر المستطاع حتى نرسم بفضل الله (تعالى) السعادة على ملامح الفقراء؛ فهذا واجبنا تجاه الذين صبروا على معاناة الحصار، فواجبنا أن نقف بجوارهم قدر الإمكان لرسم البسمة في حياتهم من جديد".

اخبار ذات صلة