الإرادة والعنفوان والاندفاع الذي أظهره شبان القدس من جديد هو دليل على أن جدوة المقاومة ما زالت مشتعلة، وحاضرة بقوة مهما كانت الظروف، وفشل إجراءات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة القدس الأخيرة عام 2015، والهبات الشعبية المتواصلة.
الانتفاضة الحالية هي امتداد للانتفاضات الشعبية المتوالية التي كانت القدس في بؤرتها وعنوانها، والجديد أن من يقودها ويتحرك في مقدمتها هم رجال القدس وأبطالها، من مرابطين ومرابطات، يجمعهم عنوان واحد هو مقاومة الاحتلال، والتصدي لكل المخططات التي تستهدف تهويد القدس وتدنيس المسجد الأقصى.
الصدمة التي يعيشها قادة الاحتلال نتاج الانتفاضة الحالية، هي نتاج تقديرات خاطئة لديه بأن المقدسيين قد استسلموا وخضعوا لإجراءاته، وهو لا يعلم أن النار كانت تشتعل تحته، وأن ذلك يشمل كل المقدسيين الذين يميل غالبيتهم في السنوات الأخيرة نحو رفض مشاريع التسوية والتدخلات الرسمية للجهات الفلسطينية وغيرها، خاصة مع هبة البوابات التي سعت أطراف فلسطينية رسمية للالتفاف عليهم، وهم يخشون تكرار ذلك حاليًا.
يتحرك المقدسيون وخلفهم الشعب الفلسطيني، وخاصة المقاومة في غزة تحميهم وتسندهم، وهو ما عبر عنه بيان كتائب القسام وغرفة العمليات المشتركة.
ما زالت السلطة غائبة عن دعم التحركات الشعبية في مقاومة الاحتلال، وإن تحركت فهو من الاختباء خلفها، خاصة أنها تخالف توجهات السلطة المعلنة في رفض أي شكل من أشكال المقاومة، وتخلي السلطة عن دعم الشعب الفلسطيني في القدس، وبينها تسريب الأراضي والعقارات في القدس، الذي يتعاون فيها قادة وضباط ووزراء في السلطة، ومقربون من رئيس السلطة محمود عباس.
إضافة إلى تهميش المناطق المحيطة بمدينة القدس، وعدم صرف الموازنات الخاصة بتطويرها، وهو ما أُقِرَّ في سنوات عدة.
نحن اليوم أمام فرصة لدعم النضال الشعبي في مقاومة الاحتلال في القدس وإبقاء جذوة الانتفاضة مستمرة وبقاء القدس بوصلة النضال الشعبي والمسلح حتى دحر الاحتلال.