الصيام كما تبين كثير من الدراسات يحسن مناعة الجسم ووظائفه، ويأتي شهر رمضان هذا العام وهناك ملايين المصابين بفيروس كورونا في العالم، حيث يعاني بعضهم أعراضًا شديدة تجعلهم في حالة هزال عام.
فهل يمكن لمريض كورونا الصيام؟ ومن المرضى الذين يمكنهم الصوم؟ وما الأغذية التي يجب أن يحرص المصاب على تناولها في وجبتي السحور والإفطار وما بينهما؟ سيجيب عن هذه الأسئلة وغيرها اختصاصي التغذية د. رمضان شامية.
يقول شامية لصحيفة "فلسطين": "بعد مرور ثماني ساعات دون أكل يبدأ الجسم استخدام الطاقة المخزنة على شكل جليكوجين، وبعد نفادها تبدأ عملية الأوتوفاجي، وهي عبارة عن التهام الخلايا المريضة والميتة في توليد الطاقة للجسم، وهذا يعني أن الصيام يحسن المناعة ويجدد خلايا الجسم يوميًّا".
ويضيف: "وعليه لا تختلف أعراض مرض كوفيد- 19 (كورونا) للصائم عن الشخص غير الصائم، والفرق هو فقط يتعلق بمناعة الشخص المصاب والسن وهل لديه أمراض مزمنة أو يتعاطى أدوية خاصة أو أجري له عمليات جراحية أو عنده إجهاد نفسي أو عضلي".
ويذكر شامية أن أعراض فيروس كورونا تبدأ بارتفاع حاد ومفاجئ لدرجات الحرارة، وسعال جاف، وفقدان حاستي الشم والتذوق أو إحداهما، وضيق النفس، وقشعريرة، وسيلان الأنف، والتهاب العين، وقيء، وإسهال.
ويشير إلى أنه من الممكن ألا تظهر أي أعراض أو تكون خفيفة وغير ملاحظة، وقد تزيد بعد أسبوع مثل تفاقم ضيق النفس والاتهاب الرئوي.
وبخصوص القواعد التغذوية والصحية التي يجب أن يركز عليها بين الفطور والسحور يؤكد شامية وجوب أن يكون الغذاء متوازنًا وصحيًّا، ويحتوي على جميع العناصر الغذائية في جميع الأوقات للشخص السليم أو المريض الصائم أو المفطر، وتناول كميات قليلة على فترات لتجنب عسر الهضم، ومضغ الطعام جيدًا، والأكل ببطء.
ويبين أن شرب الماء بانتظام بمعدل 8 إلى 12 كأس ماء، على ألا يشرب أكثر من كأسين في الساعة الواحدة، يحسن من وظائف الجسم.
ويوصي شامية بالابتعاد عن السكر والحلويات والمقالي لأنها تضعف المناعة، والإكثار من الأغذية الغنية بالزنك وفيتاميني د وسي لتحسين المناعة.
ويحث على ممارسة تمارين رياضية خفيفة لتنشيط الجسم وتحسين المناعة إن أمكن ذلك، وإعطاء وقت للراحة والصلاة والعبادات في الشهر الفضيل، وعدد ساعات نوم كافية دون سهر للمحافظة على تحسين المناعة.
أما وجبة الإفطار فيبين شامية أن الصائم يجب أن يبدأ بأكل حبة من التمر اتباعًا للسنة المشرفة لما يحتويه التمر من عناصر مهمة لتنشيط الجهاز الهضمي والدورة الدموية، وبالتالي تنشيط الجسم كله.
ويدعو شامية إلى إتباع التمر بشرب كأس من الماء، والابتعاد عن العصائر المحلاة بالسكر وغير الطبيعية، لأنها تضعف المناعة.
ويؤكد أهمية تناول طبق شوربة، ويفضل أن يكون من الخضراوات أو العدس أو الشوفان، ويفضل عصر الليمون عليه.
وينصح بشرب الشاي الأخضر بعد مرور 45 دقيقة على تناول الوجبة، أو أي مشروب عشبي ساخن أو الكاكاو، وتناول الفاكهة الغنية بفيتامين سي (ج) بعد ساعتين على الأقل من وجبة العشاء، وشرب عصائر طبيعية طازجة محضرة في وقتها للحصول على الفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة والمناعة.
وينبه شامية إلى أن وجبة السحور المثالية التي تعطي مدة شبع أطول، وتمد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية الأساسية دون الشعور بالجوع أو العطش؛ هي التي تحتوي على نسبة جيدة من البروتين والألياف الغذائية والدهون الأساسية، ولا تحتوي على سكريات مصنعة أو قليلة السكر، وغنية بالفيتامينات والمعادن المهمة للجسم ولتحسين المناعة.
ويضرب مثالًا لسحور صحي: البيض المسلوق مع زيت زيتون وشرائح من الخيار وورق خس أو ورق ملفوف وحبة طماطم، أو لبنة مع خيار مبشور أو جبنة مع شرائح خيار مع زيت الزيتون، أو الحمص بالطحينة مع زيت الزيتون وشرائح الخيار أو أي نوع متوافر من الخضار الورقية، ومسحوق الخروب مع الزبادي يعطي مناعة وتنشيطًا للبكتيريا النافعة (البروبيوتيك).
ويوصي مريض كورونا بالابتعاد عن التدخين والشيشة والتدخين الإلكتروني بجميع أنواعه، والإجهاد والتفكير السلبي.