فلسطين أون لاين

ريان وجدو (10) مساعدة الفقراء

...
ريما عبد القادر

-جدو جدو، أين أنت يا حبيبي؟

-أنا هنا يا عيون جدو في غرفة الضيافة.

وحينما حضر ريان أخذ ينظر باستغراب لوجود كمية كبيرة من التمر، والأرز، والسكر، والعصير، والجبن، وغيرها الكثير من الطعام.

فسأل ريان وهو يضع يده اليمنى على شعره عن سبب وجود كل هذه الأشياء بهذه الكمية التي تفوق الحاجة لها في البيت.

وقبل أن يجيب جدو أخذ ينظر إليه بابتسامة جميلة مثل ملامحه الأجمل، ويقول له: "لن أخبرك".

استغرب ريان ذلك، لكن سرعان ما تذكر أنه لم يركض إلى حضن جدو ويقبل رأسه ويديه ويلاعبه مثل كل مرة، وبالفعل كان جدو الحنون ينتظر ذلك.

وبمجرد أن قفز ريان إلى جدو حتى تعالت الضحكة وهو يحتضنه، فهذه من العادات التي يحبها جدو كثيرًا جدًّا.

-والآن -يا حبيبي- أخبرني ما هذه الأشياء الكثيرة من الطعام؛ فهي أكثر من حاجاتنا؟

-يا عيون جدو -يا ريان- هذه هدايا رمضان.

استغرب ريان وكانت ملامح الاستغراب واضحة عليه وهو يقول: "هدايا!".

نعم، يا ريان هدايا، أنت تعلم أن هنالك الكثير من الفقراء وهم بحاجة لأن نقدم لهم المساعدة وهم مع ذلك لا يطلبون رغم الحاجة، فهم كما وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ" (البقرة:273).

لذلك يا جدو لا بد أن نقدم لهم المساعدة بطريقة تحافظ على كرامتهم، فنشتري لهم الأشياء التي يحتاجون لها، ونذهب لزيارتهم والاطمئنان عليهم ونقدم لهم هذه الهدايا.

الآن فهمت يا جدو، وأنا سوف أساعدك في ذلك بتجهيز هذه الأشياء، وسأضع عليها بطاقة جميلة.

فأسرع ريان إلى غرفته وأخذ علبة الألوان والورق الملون، وقصه بأشكل جميلة وكتب عليها: "رمضان مبارك"، وألصقها على الهدايا.

والأجمل من هذا أن ريان أحضر حصالته وفتحها وأخذ يعد ما فيها من أموال، فجمعها وأعطاها لجدو حتى يشتري بها حلوى ويقدمها مع الهدايا، إذ قال بطفولته البريئة: "جدو أريد أن أشتري الحلوى لهم أيضًا؛ فهم فقراء ولا بد أن نسعد أطفالهم بشيء من الحلوى اللذيذة".

هنا كادت دمعة تسقط فرحًا من عين جدو، وهو ينظر إلى فعل ريان ويردد على مسامعه: "الله يرضى عليك يا جدو يا ريان، أنا فخور بك كثيرًا يا حبيبي".