قائمة الموقع

مخيم الجلزون يفتقد "الطفل المسحراتي" محمود

2021-04-21T15:35:00+03:00

"رمضان هذا العام لن أفتقد محمود وحدي، بل كل أهل المخيم سيشعرون بغيابه عنهم، فقد اعتاد منذ أن كان في سن 10 أعوام أن يخرج برفقه أصدقائه حاملًا بيد جالونًا بلاستيكيًّا وبالأخرى عصا خشبية، يدق بها عليه مناديًا بصوته الطفولي: "اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم"، ثم ينادي على صاحب البيت الذي يقف أمامه ليوقظه على موعد السحور" بهذه الكلمات بدأت والدة الأسير الطفل محمود الغليظ حديثها.

كبر محمود وبلغ من العمر 16 عامًا وهو معتاد أن يمارس تلك العادة الإيجابية، ليحرمه الاحتلال الإسرائيلي ممارستها وغيرها من الطقوس الرمضانية هذا العام بسبب أسره، وليغيبه قسرًا عن لمة عائلته.

في حديث إلى صحيفة "فلسطين" تقول والدة محمود الذي أعاد الاحتلال أسره بعد الإفراج عنه في أيلول (سبتمبر) الماضي: "له طقوس مميزة في استقباله شهر رمضان، فمع أنه لم يعد طفلًا صغيرًا لا يتنازل عن شراء الزينة الرمضانية، وقبل أيام من حلول الشهر المبارك لا يكف عن طلبه مني شراءها، ثم يعكف على تعليقها داخل البيت وخارجه، ولا يقتصر على الزينة، بل أيضًا يضع الأعلام الفلسطينية حول البيت".

وتشير إلى أن الذي دفع ابنها للقيام بمهمة المسحراتي هو "عدم وجود من يقوم بهذا الدور" في مخيم الجلزون الذي يسكنون به، ويبتعد المخيم عن مدينة رام الله مسافة 7 كيلومترات.

وتستذكر أنه في رمضان الماضي كان محمود في نهاره يكون منهمكًا برفقتها بالمطبخ ليشرف على ما ستعده على مائدة الإفطار، ويهتم بكل التفاصيل، ويضطرها إلى تغيير الأكلة التي لا تعجبه، ولا يتكاسل يومًا عن الذهاب إلى شراء القطائف أو العصائر والكولا.

ورمضان هذا العام لن تعد والدته طبق الكبة لكونها من الأكلات المفضلة لمحمود: "كيف لي أن أصنعه وهو غائب عن البيت، أو آكله وإخوته وهو محروم تناول أشهى طبق عنده؟!".

وتأسر إدارة سجون الاحتلال الطفل محمود في ظروف سيئة بعزل سجن "ريمون"، رغم إصابته بفيروس كورونا، وتعمد السجان تأخير تزويده بالصابون.

وتفيد أمه أنه عانى في بداية أسره ظروفًا نفسية صعبة في مدة الحجر، وكانت غرفة العزل تفتقر للاحتياجات الأساسية، ولم يسمح السجانون له بالخروج إلى "الفورة"، أو الحصول على ملابس جديدة أو تناسب حجمه.

أما شقيقته ملاك التي تكبره فتقول: "سأفتقد الجو الذي كان يصنعه في البيت بضحكه ومزاحه الدائم، ومرافقته لي في متابعة بعض البرامج والمسلسلات الرمضانية، ومجاورته لي على طاولة السفرة، حتى زينة رمضان هو من يتولى مهمة تعليقها".

وستفتقد صوته وهو يوقظ أهل المخيم لتناول طعام السحور: "سيكون رمضان هذا العام حزينًا، لأن محمود بهجة البيت غائب عنا وهو من كان يصنعها".

وتأمل ملاك أن يتحرر محمود قريبًا من السجن الأكبر الاحتلال؛ فهو سالب فرحة الأطفال وحريتهم وحقوقهم: "كيان مجرم بكل معنى الكلمة، يخاف أطفالًا، فيوقع عليهم عذابًا نفسيًّا وجسديًّا وهم لا قدرة لهم على تحمل عذابات الاحتلال".

ووجهت رسالة بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 نيسان (أبريل): "يجب أن يكون هناك دعم ومساندة لكل أسرانا في كل يوم؛ ردًّا لجميل ما عانوه لأجل كرامتنا وحصولنا على الحرية، ودعم قضية أطفال فلسطين داخل الأسر الذين يحرمهم المحتل فرحة رمضان والعيد اللذين يقضونهما بعيدًا عن أهلهم وذويهم، وأتمنى أن يعيش أطفالنا مثل كل أطفال العالم، ويحصلوا على حقوقهم الطبيعية ليس أكثر".

اخبار ذات صلة