قائمة الموقع

هكذا يُعد الأسرى "البوظة" والعوَّامة والقطائف

2021-04-21T15:27:00+03:00

رمضان لا يحلو دون أن تزين حلوياته أمسيات وسهرات الصائمين بعد الإفطار، من القطائف والكنافة و"مطة" جبنتها، والعوامة، ويختمونها قبيل عيد الفطر بأيام بحبات الكعك والمعمول المنقوشة.

مكونات تلك الحلويات بين أيدينا، أما في الأسر فلا إمكانية لوجودها، ولكن هل يستسلم الأسرى حيال الأمر؟ إنهم يبتدعون ويبتكرون طرقًا لا تخطر على البال، ويصرون على صنعها، يتذوقونها وهم يطلقون النكات على طعمها الذي لا يشبه الأصل إلا بالاسم فقط.

الكنافة هي الطبق الأساسي الذي يفضل جميع الأسرى تذوقه، وأحد مكوناته الأساسية كالدقيق يمنع إدخاله بتاتًا للسجن، والسميد يتوافر في أحيان قليلة في (كانتينا) السجن، والجبنة أيضًا سعرها باهظ جدًّا، في بعض الأحيان يتمكن الأسرى من شراء قطع بسيطة منها.

يقول الأسير المحرر عامر أبو سرحان: "كان الأسرى يستغرقون وقتًا طويلًا يمتد أربعة أيام إذ يجمعون الخبز الأبيض الذي تدخله إدارة السجن، ويفردون الأرغفة في صوانٍ ويتركونها أيامًا حتى تجف".

يتابع أبو سرحان الذي ينحدر من مدينة بيت لحم ومبعد إلى غزة: "لعدم وجود أداة بشر يحدثون ثقوبًا في غطاء المعلبات بوساطة مسمار، ثم يبشرون الخبز بها، وهذا يستغرق وقتًا طويلًا أيضًا".

لكي يتماسك الخبز يحتاج إلى مادة دهنية، إن توافرت الزبدة يحمصون فتات الخبز بها على "البلاطة" وهي قرص كهربائي، أو استخدام الزيت النباتي، إذ يستغرق الأمر ساعات طويلة أيضًا لأن قوة ناره ضعيفة.

يضيف الأسرى قليلًا من العصفر على الخبز المبشور لإعطائه لونًا أصفر جميلًا، ثم يفرد في صينية، ثم توضع الجبنة البيضاء التي تجمع عدة أيام، أو تستبدل بها القشطة والنشا، ثم تشوى على "البلاطة" حتى تأخذ لونًا محمرًّا ثم تقلب في صينية ثانية ويصب فوقها القطر الساخن، وعادة ما يشرف على صنع الكنافة من له خبرة في إعدادها أو الأسرى النابلسيون، وفقًا لحديث أبو سرحان.

أما القطائف فمكوناتها مميزة أيضًا لدى الأسرى، يذكر أنهم كانوا ينقعون الشعيرية بالحليب ساعات حتى تصبح لينة ومتماسكة نوعًا ما، أو يمكن إضافة (سفن أب) لتليينها أكثر، ثم تصفى، وتشكل تلك العجينة في مقلاة وتوضع على البلاطة، لإنتاج أقراص القطائف ثم تحشى بما يتوافر من التمر وجوز الهند مع السكر.

أما أبو سرحان الذي استفزته حرارة الزنازين التي تزداد في فصل الصيف، إلى ابتكار بوظة ترطب حلوق الصائمين بعد ساعات صيام طويلة؛ فيوضح أن "أساسها اللبن الكامل الدسم (الشمينت)، ومبيض القهوة، والكاكاو الخام، وبسكويت الشاي، إذ توضع المكونات في داخل زجاجة بلاستيكية وتغلق وترج جيدًا حتى يصبح المزيج كريميًّا".

في صينية ترص قطع بسكويت الشاي ويصب فوقها طبقة من الخليط الأبيض ثم طبقة من البسكويت، وبهذا تتكون بوظة بنكهة الحليب، ويمكن أن يضاف إلى الخليط ثلاث ملاعق من الكاكاو، وتعد بالطريقة نفسها، ثم توضع الصينية في ثلاجة القسم يومًا كاملًا ليتناولها الصائمون بعد الإفطار.

على مكوناتها البسيطة جدًّا ليعد سرحان ثماني كؤوس من البوظة يحتاج إلى ما قيمته 150 شيقلًا، وهي في الواقع لا يمكن أن تتعدى قيمتها 15 شيقلًا.

ويبدأ الأسرى قبل العيد بخمسة أيام على الأقل التحضير لإعداد المعمول، يخلطون السميد بالحليب مضافًا إليه شرائح من الزبدة، ويترك قليلًا حتى يصبح جاهزًا للتقطيع، ثم يعجنون التمر حتى يصبح مشابهًا للعجوة.

ولم يعجز الأسر أيضًا عن صنع العوامة، إذ يبين أبو سرحان أن الأسرى كانوا يعتمدون على الخبز اليابس، الذي ينقع بالحليب والنشا حتى يصبح خليطًا متماسكًا، ولمنحها قرمشة ولونًا ذهبيًّا تضاف البطاطس المسلوقة، ثم تُقلى بالزيت، وتُسقط حباتها الدائرية في القطر الثقيل.

 

اخبار ذات صلة