فلسطين أون لاين

زهرةٌ رمضانية (3-1)

...
بقلم الأسير: سامح سمير الشوبكي - سجن ريمون الصحراوي

 

  1. قابيل وهابيل

قال أحدهم: "عندما يقول لك شخص إنه يحبك مثل أخيه، تذكر قابيل وهابيل"!

عندما قرأت هذه العبارة لأول مرة شعرت بالأسى العميق، وقلت في نفسي: "رحماتك يا الله، ما أبشع وأخس ما تريده مثل هذه الكلمات اللئيمة!". قابيل وهابيل درس تاريخي للبشرية سطرته آيات القرآن المجيد بين مدرسة الخير الباقية والشر الذي يزاحمها إلى قيام الساعة.

ولا بد أن نعي أن من يستهدف مبدأ الإخوة بين الناس، ويرفضه ويشكك فيه ويحذر منه بمثل هذه العباراتِ البائسة والخطِرة، إنما يدعو إلى هلاك المجتمع وسقوطه في مهاوي المجهول.

في رمضانَ التغافر، دعونا نتعبَّد إلى الله بتعزيز الأُخوَّة.

 

(2 كل الوطن

سألني أحد الأصدقاء عاجبًا: "أنا لا أفهم، لماذا لا تكتب في السياسة التي تتعلق بالمشهدِ الفلسطيني الداخلي؟".

ابتسمت وقلت له: "أكتب لمصلحة الضفة أم لمصلحة غزة؟"، قال: "نحن نعرف توجهاتك الفكرية وآراءك السياسية"، قلت: "من أجل ذلك تحديدًا وبعيدًا عن تصنيف النصوص، كل ما أكتبه هو لمصلحة الوطن، كل الوطن من بحره إلى نهره، من صفده إلى رفحه"، قال: "الآن فهمت"، قلت: "وفلسطين ستكون سعيدة إذا فهمنا جميعًا في القدس والداخل، وفي غزة والضفة والجاليات في المنفى، أننا مهما اختلفنا أو تخاصمنا أو باعدت بيننا الأزمان والأقدار؛ فستكون فلسطين دومًا والدتنا الحنون، وسنبقى دومًا أبناءها".

في رمضان الانضباط، نجدد الانتماء والولاء لأرض الرباط.

 

(3 الذات

تقدير الذات يجب أن يعكس نفسه مكانة رفيعة في ذوات الآخرين، وتقدير الذات لا يعني بحال التعالي على خلائق الله تعالى والتكبر والنظر إليهم بعين النقص والدونيّة.

تقدير الذات يكون بأن نعلم وندرك ونفهم ونحن نسعى إلى حاجاتنا الأرضية، أن نمشي مع الناس وليس عليهم.

تقدير الذات ليس أن نسعى إلى أهدافنا في هذه الحياة ونحن نركب على أكتاف الناس، بل نأخذهم ونحملهم على أكتافنا إلى الخلاص والانعتاق.

في رمضان الشرف، دعونا نقدّر ذوات الآخرين جيدًا.