فلسطين أون لاين

تقرير بعيدًا عن التوافق الوطني.. عباس يواصل الرهان على المفاوضات مع الاحتلال

...
أرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

على الرغم مما قدمته الولايات المتحدة لدولة الاحتلال في المدة الأخيرة من دعم وتأييد للاستيطان والاستيلاء على حقوق الفلسطينيين، وزيادة تغول الاستيطان على أنحاء كبيرة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، واعتقال آلاف الفلسطينيين في سجون الاحتلال، يصر رئيس السلطة محمود عباس، على العودة إلى للتسوية مع الاحتلال خيارا وحيدا لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وجاءت موافقة عباس الجديدة على العودة للمفاوضات، من خلال مشاركته، أول من أمس، في مؤتمر نظمته منظمة (JStreet) عبر الفيديو كونفرنس، بمشاركة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي السابق ايهود أولمرت، المتهم في قضايا فساد، متجاهلًا التوافق الوطني على عدم الذهاب للمفاوضات مع الاحتلال، أو استجدائه للعودة لها.

إجماع وطني

عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، إياد عوض الله، أكد أن قيادة السلطة، مطالبة بمغادرة مساره السياسي الذي أضر كثيرًا بالقضية الفلسطينية، والاتجاه نحو الالتزام بقرارات الإجماع الوطني.

وقال عوض الله في حديثه لـ"فلسطين": "يجب على السلطة العمل على تنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي، المتمثلة بسحب الاعتراف من (إسرائيل) وحل كامل الاتفاقات معها، وبناء استراتيجية وطنية جديدة تستند لمقاومة الاحتلال، وتوحيد الشعب وإنهاء الانقسام".

وأضاف عوض الله: "يجب على السلطة وقف الحديث عن حل الدولتين، ووقف الارتهان للإدارة الأمريكية لكونها لن تقدم شيئا للقضية الفلسطينية، والالتزام بما اتفقت عليه الفصائل خلال اجتماع الأمناء العامين في بيروت ورام الله".

وأشار إلى أن كل الإجراءات التي مارستها الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت دعم المشروع الصهيوني، لذا يجب فتح اشتباك مع الاحتلال في كل الاتجاهات والمحافل، والتوافق الوطني على برنامج سياسي يمثل الإجماع الوطني، وعلى أساس التمسك بالثوابت الوطنية.

وبين أن الكثير من المتغيرات تجعل السلطة ومنظمة التحرير، مطالبتين بتغيير نهجهما السياسي، خاصة القائم على مرجعية اتفاق "أوسلو"، وإطلاق يد المقاومة الشعبية، وبناء استراتيجية جديدة.

ضرب فكرة حل الدولتين

عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية طلال أبو ظريفة، أكد أن البنية السياسية داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي في هذا التوقيت تعد يمينية متطرفة، وسبق أن ضربت بعرض الحائط فكرة حل الدولتين التي تتبناها السلطة وقيادتها.

وقال أبو ظريفة في حديثه لـ"فلسطين": "حكومة الاحتلال الحالية تقوم على سياسة الاستيطان ومصادرة الأراضي، والتهويد، والإصرار على ضم جميع الضفة الغربية المحتلة، استنادًا إلى أفكار الحركة الصهيونية".

وأضاف أبو ظريفة: "المشروع الوحيد لدى الاحتلال هو صفقة القرن، لذا يجب على السلطة الخروج من دائرة الانتظار، وأن تكون المفاوضات خيارها الوحيد، أو من خلال حل الدولتين".

ووصف الحديث عن حل الدولتين والعودة للمفاوضات مع سلطات الاحتلال الإسرائيلي بـ"الأوهام"، مشددًا على عدم إمكان الوصول لعملية تسوية من خلال المفاوضات أو النهج السياسي الحالي.

ولفت أبو ظريفة إلى أنه يمكن الحديث عن مؤتمر دولي ينعقد على أساس قرارات الشرعية الدولية، وسقف زمني متفق عليه يفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية.

وأوضح أن أي لقاءات مع قيادات الاحتلال في هذا التوقيت تعد خطأ، ولا تخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي وحده.

المصدر / فلسطين أون لاين