قائمة الموقع

فاطمة بريجية.. رحلة عطاء بعد التقاعد

2017-05-25T11:01:05+03:00

تجاوزت عمر التقاعد، وها هي تستلم مهام منصبها الجديد، فالعطاء عندها غير مرتبط بسنٍّ معينة، إنها السيدة "فاطمة بريجية" التي انتُخبت قبل أيام رئيسة لمجلس قروي "المعصرة" جنوب مدينة بيت لحم.

كأي فلسطينية

توضح بريجية في حوار مع "فلسطين": "أنا ربة بيت، ومزارعة محترفة، ناشطة نسوية أسعى لخدمة المعصرة بكل الطرق وفي شتى المجالات، وعلى مدار أكثر من 20 عاما حاولت تأدية رسالتي انطلاقا من نقاط مختلفة، كرئاسة جمعيات ومراكز، وبالمشاركة في مؤتمرات عدّة، مع الانضمام الدائم للمسيرات ضد الاحتلال، وأخيرا كان انتخابي لرئاسة المجلس القروي".

خدمة المجتمع أمر طبيعي للغاية بالنسبة لضيفتنا، إذ تقول: "أمارس دوري كأي مواطنة فلسطينية تناضل تحت الاحتلال"، مضيفة: "بدأت بممارسة هذا الدور في نهاية الثلاثينيات من عمري، بعد أن كبر أبنائي".

وتتابع: "أنا ناشطة في القرية قبل ترؤسي للمجلس القروي، وهذا المنصب شرف لي، لأكون في خدمة أصغر فلسطيني، وأول ما سأسعى لتوفيره في القرية مدرسة، بالإضافة إلى حل مشاكل المياه، وتعزيز دور المرأة، وتقديم المزيد من احتياجات الأطفال".

وتشير بريجية إلى أن أهل القرية تقبلوا وجودها في رئاسة المجلس القروي، ولم تجد اعتراضات على توليها المنصب كونها سيدة، موضحة: "أنا مع أهل قريتي منذ زمن، وعلاقتي بهم قوية، ثقتهم بي عالية وكثيرا ما يستشيرونني في مختلف القضايا".

وعن علاقتها بأهل القرية، تبين: "أتواصل معهم دوما، وحاضرة في كل مناسباتهم، فبدون الحاضنة الشعبية لا يمكن تحقيق النجاح"، لافتة إلى أن هذه العلاقة واطلاعها على مشاكل الناس سيكونان عاملين مساعدين لها في خدمتهم.

السيدة التي درست حتى المرحلة الإعدادية، وعمرها حاليا 63 سنة، تقول: "عمر الستين هو قمة العطاء، وحتى إن كان عمر التقاعد كما هو دارج، فها أنا أبدأ بعده مرحلة جديدة من العمل، وطالما أنا قادرة على العطاء، فلماذا أتوقف؟ المقدرة هي المقياس وليس العمر".

قائدة بالتربية

تعود إلى بداياتها، فتبيّن: "بعض الآباء والأمهات يصنعون من أبنائهم قادة، عبر تعزيز هذه الصفة عندهم بطرق مختلفة، بعيدا عن المنع والتهديد، فينكسر عند الابن حاجز الخوف من كل شيء، وهذا ما حدث معي، هكذا تربيت، أبي أعطاني ثقة مطلقة، وكان دوما يريد أن يعتمد عليّ ويثق بقدرتي على تحقيق ما أريد، ومن هنا امتلكت ثقة كبيرة بنفسي وبإمكانياتي".

في غمرة انشغالاتها، يزداد تعلّق بريجية بالأرض، ليس بشكل معنوي فقط، وإنما من حيث كونها مزارعة أيضا، فهي تصف نفسها بأنها "أول مزارعة محترفة في فلسطين"، ذلك لأنها اعتادت أن تزرع وتجني وتبيع بنفسها، بالإضافة إلى اهتمامها بمزرعتي الدجاج والأغنام، لافتة إلى أنها حاليا توكل مهمتي الزراعة والحصاد لأحفادها، تحت إشرافها وتوجيهاتها، أما التسويق فهي تمارسه بنفسها، وبطرقها الخاصة في التواصل مع الزبائن.

بريجية التي هي على أعتاب القيام بمهام جديدة، تفعل ذلك بينما قلبها وعقلها مشغولان في إضراب الأسرى، فابنها "علي" مضرب في سجون الاحتلال.

بعد أكثر من عقدين من العطاء، الدرس الأهم الذي استخلصته بريجية من تجربتها هو أن للعمل دون انتظار المقابل ثمار، إذ تبين: "بقدر خدمتك للناس وتقديم العون لمن يحتاجه ستجني ثمارا، والثمار هنا هي راحة البال وثقة الناس، تلك الثقة التي لا يمكن أن يكون الحصول عليها سهلا.

اخبار ذات صلة