فلسطين أون لاين

"شيف الأسرى" المُحرر "أبو سرحان" يوضح طريقتها

"مقلوبة السجن" دسمها "التونة" وخضارها بـ"الاستعارة"

...
غزة- مريم الشوبكي:

رائحة البطاطس والباذنجان والبصل المقلي بالزيت على قرص نار كهربائي مسطح تفوح في الغرفة، إيذانًا بصنع المقلوبة، تأخذهم إلى حيث الأجواء الجميلة التي كانوا يعيشونها بين عوائلهم خارج السجن، تحفز ذاكرتهم على استحضار الطقوس الرمضانية داخل حيطانه الأربعة.

بعد صلاة العصر مباشرة تتحول غرفة السجن بأسراها الثمانية إلى خلية نحل، كلٌّ منهم يأخذ دوره في تحضير مكونات المقلوبة الأحب إلى قلوبهم جميعًا في رمضان، أحدهم يحول حبات البطاطس إلى قطع دائرية، وآخر يشرح حبات الباذنجان، والبصل.

هل تعرف -عزيزي القارئ- أن إعداد أكلة كهذه يحتاج منهم لأسبوع على الأقل لجمع مكوناتها قبل تحضيرها، لأن الاحتلال الإسرائيلي يوزعها بالقطارة على الأسرى، أو حتى يتسنى لبعضهم شراء مكوناتها من "الكانتينا" بأسعار مضاعفة جدًّا؟

الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار عامر أبو سرحان كان "شيف" غرفته، وهنا "الشيف" لا يمارس مهنته الحقيقية، بل عليه أن يكون مبدعًا ومبتكرًا بأقل الموجود، وإيجاد بدائل، ولو بعيدة كل البعد عن المكونات الحقيقية للأكلة.

ويوضح أبو سرحان الذي أمضى 21 سنة داخل الزنازين أن الأسرى في رمضان تحديدًا يشتهون المقلوبة ويحنون لها، وأحد المكونين الأساسيين الدجاج واللحم في الغالب لا يتوفران داخل السجن، لذا يستبدل بهما التونة والمرتديلا المعلبتان إذ يشتريهما الأسرى على نفقتهم الشخصية، وينطبق ذلك على الأرز.

أما جمع البطاطس والباذنجان والبصل فله قصة أخرى، يرويها الأسير المحرر: "لكي نعد المقلوبة نجمع مكوناتها من جميع غرف السجن، أي يستعيرها بعضنا من بعض إلى حين توافرها مرة ثانية، وتتبادل الأدوار، إن أعدتها غرفة هذا الأسبوع، تعدها الأسبوع المقبل أخرى، وهكذا".

مدة تحضير المقلوبة في الوضع الطبيعي ساعتان على الأغلب، ولكن أبو سرحان يلفت إلى أن إعدادها كان يستغرق 5 ساعات من لحظة نطق المؤذن بأذان العصر حتى دقائق قليلة قبيل إطلاق مدفع الإفطار.

مقلوبة الأسرى

المكونات: ثماني علب تونة- كيلوجرام ونصف أرز- ماء- بصل- بطاطس- باذنجان- ملح- عصفر حسب الذوق- علبة تونة فارغة لتوزيع الحرارة- غطاء معلبات حاد.

طريقة التحضير:

تقشر وتقطع البطاطس والبصل والباذنجان بوساطة غطاء معلبات إلى قطع دائرية.

تقلى الخضار بزيت نباتي على قرص كهربائي.

ترص الخضار المقلية في قاع الطنجرة، ثم ترتب قطع التونة فوقها، ثم يسكب الأرز ويوضع في الآخر مقدار الماء عليها.

قبل وضع الطنجرة على القرص الكهربائي تخرم علبة تونة فارغة من الجانبين ثم يحاول وضع الطنجرة باتزان عليها، والهدف من ذلك توزيع جيد للحرارة، وحماية القاع من الاحتراق.

تترك الطنجرة من ساعة إلا ربع إلى ساعة لأن النهار هادئة جدًّا.

تزين بالمسكرات المقلية، إن وجدت، إذ تنقع بالماء الساخن وتقشر ثم تقلى.