زعمت صحيفة عبرية، مساء اليوم، أن الكونغرس الأمريكي يعتزم وضع منهج تدريسي جديد للفلسطينيين.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن مجموعة من المشرعين الأمريكيين في الكونغرس يعملون نحو تغيير المنهج التعليمي الفلسطيني الذي يدرَّس في المدارس الحكومية ومدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وادعت الصحيفة أن المنهج الفلسطيني التعليمي يحتوي ويضم مواد تدريسية "معادية للسامية" وأخرى "تحريضية"، وأنه قُدِّم مشروع القانون في نهاية ولاية الكونغرس السابق، وأعيد تقديمه مرة أخرى، قبل أسبوعين، استنادًا إلى دراسات مراكز متخصصة لإظهار ما يوصف بـ"التحريض".
وأكدت الصحيفة العبرية على موقعها الإلكتروني أن تلك الخطوة تأتي على خلفية إعلان إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، استئناف تمويل المساعدات الإنسانية لأونروا، والسلطة الفلسطينية، وأن تلك الخطوة جزء من مشروع قانون يهدف إلى تعزيز ما سمته "السلام والتسامح" من خلال منهج فلسطيني تعليمي جديد.
وادعت الصحيفة أن المشرعين الأمريكيين يعتمدون في دراستهم الجديدة على وجود حذف فلسطيني متعمد من المناهج لجميع عمليات التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، عبر التاريخ مثل "خريطة الطريق"، واتفاقية واي، وحتى اتفاقية السلام مع الأردن، في مقابل التشجيع على "معاداة السامية" و"الإرهاب والعنف والشيطنة والتحريض ضد (إسرائيل) واليهود"، وفق تعبيرها.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعلنت، السبت قبل الماضي، استئناف تقديم مساعداتها الاقتصادية والتنموية والإنسانية للفلسطينيين.
ونشرت السفارة الأمريكية في القاهرة بيانًا على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أكدت من خلاله أن الإدارة الأمريكية تخطط بالتعاون مع الكونغرس لاستئناف تقديم المساعدات الاقتصادية للفلسطينيين، بقيمة 75 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية والإنمائية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ويضاف إلى هذه الأرقام 10 ملايين دولار لبرامج "بناء السلام" من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، و150 مليون دولار من المساعدات الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا).
وأكدت الصفحة الرسمية للسفارة نقلا عن وزارة الخارجية الأمريكية، أن بلادها ستستأنف برامج المساعدة الأمنية للسلطة الفلسطينية برام الله، على أن يتم تقديم جميع المساعدات المذكورة بما يتفق مع قانون الولايات المتحدة.
وفي 11 إبريل الجاري قال فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة أونروا في مقال له: إن طبيعة عمل المنظمة إنساني والهجمات ضدها تهدف إلى تسييسها بعد أن ظلت محايدة في عملها مع اللاجئين الفلسطينيين.
وأضاف في مقاله لموقع الجزيرة الإنجليزي أن 5.7 ملايين لاجئ فلسطيني مسجلون لدى أونروا اليوم، وقد واجه العديد منهم معاناة لا يمكن تصورها منذ أن شُرِّد أسلافهم من وطنهم قبل أكثر من 70 عامًا. وتشير الذكرى السنوية الأولى للإغلاق العالمي بسبب وباء "كوفيد-19" إلى 12 شهرًا من المعاناة القاسية للاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء المنطقة.
وقال: إن الهجمات الأخيرة على أونروا والتي تزعم أنها تعلم "الجهاد" و"الإرهاب"، هي محاولات منحازة لجرِّ وكالة إنسانية ذات مبادئ إلى مجال مسيَّس للغاية لا تنتمي إليه، علاوة على ذلك، فإنها تصوّر طلاب أونروا بشكل غير صحيح بأنهم عرضة "للجهاد" و"الإرهاب" أو داعمين له، بحسب تعبيره.
وأكد أن تمسك العاملين بالوكالة بشدة بالحياد وعدم التمييز يمكّنهم من العمل مع جميع الأطراف، ويجعلهم قادرين على مساعدة اللاجئين الفلسطينيين وحمايتهم، سواء عن طريق استيراد الأدوية للعيادات الصحية البالغ عددها 144 عيادة ويصل إليها 3.1 ملايين لاجئ كل عام، والحصول على تأشيرات للمعلمين لحضور المؤتمرات في الخارج، أو ضمان حرمة مباني الوكالة في زمن الحرب.