فلسطين أون لاين

تقرير ممارسات قمعية وشروط تعسفية.. الاحتلال ينغِّص أجواء رمضان في الأقصى

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

تُكثِّف سلطات الاحتلال الإسرائيلي ممارساتها العنصرية بحق المصلين في المسجد الأقصى المبارك، عشية الجمعة الأولى من شهر رمضان عبر سلسلة ممارسات قمعية هدفها الحد من وجود المصلين في الأقصى ومنع إقامة موائد الإفطار الرمضانية وغيرها من العادات والطقوس الفلسطينية.

وتمثلت ممارسات قوات الاحتلال بإعطاب مكبرات الصوت في مآذن المسجد الأقصى ما حال دون رفع أذان صلاة العشاء والتراويح، في حين منعت صائمين من الإفطار أمام باب الأسباط بساحة الغزالي في المسجد، غير أنها سمحت لعشرات المستوطنين باقتحام باحاته والتجول فيها.

وقررت سلطات الاحتلال السماح بدخول 10 آلاف من الفلسطينيين ممن تلقوا التطعيم الخاص بكورونا فقط لأداء صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في الأقصى، عدا عن المواجهات التي اندلعت بين قوات الجيش وشباب في أعقاب منعهم من الجلوس على مدرج باب العمود في القدس.

وتزامنت هذه الممارسات مع ما كشفته "لجنة التنظيم والبناء" الإسرائيلية عن مخطط يهودي جديد يربط شمالي مدينة القدس بأربعة أنفاق بدلًا من نفق واحد.

تضييق مستمر

وأكد الناشط المقدسي عبد العفو زغير أن ممارسات الاحتلال بحق الأقصى خاصة في شهر رمضان، هي استمرار لحالة التضييق والانتهاكات بحق المسجد طوال العام.

وأوضح زغير لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يواصل سياساته القمعية متمثلة بمنع أهالي الضفة من دخول الأقصى، ومنع العمال من تنظيف ساحاته عدا عن فحص هويات المقدسيين في أثناء دخوله.

وذكر أن ما جرى في الأقصى خلال اليومين الماضيين يندرج ضمن محاولات الاحتلال المستمرة لإضعاف كل سيطرة إسلامية فلسطينية على المسجد، وتحجيم دور وزارة الأوقاف الإسلامية هناك.

وأشار إلى أن السنوات الأخيرة وخاصة في شهر رمضان، شهدت تصاعدًا ملحوظًا في أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد ضمن محاولات إسرائيلية لفرض سياسة الأمر الواقع.

وشدد زغير على أن "المقدسيين مستمرون في الوجود داخل باحات المسجد، والحفاظ على حقهم بالصلاة فيه، وإقامة موائد الإفطار، فهذا حق إسلامي خالص وليس من حق الاحتلال منعه".

وأكدت المرابطة المقدسية زينات الجلاد، أن الاحتلال لا يتوانى عن التنغيص على أبناء شعبنا عامة والمقدسيين خاصة بهدف إفراغ الأقصى من المصلين، والسماح للمستوطنين باقتحامه وممارسة طقوسه التلمودية.

وأوضحت الجلاد لصحيفة "فلسطين"، أن الاحتلال يطلق الحرية للمستوطنين باستباحة الأقصى على حساب حرية المقدسيين، وذلك ضمن سياسة التضييق الممنهجة التي يمارسها.

وبيَّنت أن الاحتلال ينتهج سياسة الاعتقالات والإبعادات من أجل الاستفراد بالمسجد حتى في شهر رمضان الذي تكُثر فيه العبادة وموائد الإفطار وغيرها من الطقوس التي اعتادها المقدسيون.

إلى ذلك، قال عضو الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ مصطفى أبو زهرة: إن الاحتلال ينوي تقليص أعداد القادمين للأقصى في الجمعة الأولى من رمضان مستخدمًا جميع الوسائل من بينها منع المصلين من الضفة دخول القدس.

وعدَّ أبو زهرة في حديثه لصحيفة "فلسطين" هذه الممارسات "تعديًا على حرية العبادة في المدينة"، وهي حرية مقدسة في جميع أنحاء العالم، مشددًا: "يجب أن تُضبط وتُراعى العبادة في هذه الأيام المباركة من رمضان".

وأضاف: الاحتلال على مدار السنوات الماضية وحتى هذا اليوم، يسعى لجعل الأقصى مكانًا مقدسًا لليهود، من خلال تغيير هويته وتهويده سواء كان بممارساته اليومية أو اقتحامات المستوطنين، ودخول عناصر من الجيش إلى باحاته.

وعدَّ ممارسات الاحتلال المستمرة انتهاكًا لقدسية الأقصى، إذ لا يوجد مكان في العالم تُمارس به هذه السياسات الوحشية.

ودعا أبو زهرة جميع المقدسيين إلى تخصيص وقت للرباط في الأقصى، وأداء الصلوات اليومية فيه؛ بهدف حمايته من ممارسات الاحتلال التي يسعى من خلالها للتنغيص على شعبنا.