غابت أجواء رمضان عن منازل موظفي السلطة المحالين للتقاعد القسري، وموظفي تفريغات 2005 في قطاع غزة، في حين يواصلون اعتصامهم وإضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الرابع والعشرين على التوالي، في ساحة السرايا بمدينة غزة.
وقرر الموظفون الابتعاد عن منازلهم وقضاء أيام رمضان الأولى في خيمة اعتصام أقامتها اللجنة الوطنية لتفريغات 2005، في ساحة السرايا، للمطالبة بحقوقهم المسلوبة منذ أكثر من 16 عامًا.
أجواء من الحزن خيمت على منازل المحالين إلى التقاعد القسري، وموظفي 2005 مع دخول شهر رمضان المبارك، وباتت سفر الإفطار منقوصة.
أجواء غائبة
واختفت سفرة سحور وإفطار اليوم الأول من رمضان للموظفين المعتصمين، من أي نوع من الطعام واقتصرت على الماء والملح، وفق العقيد المتقاعد محمد السراج.
ويقول السراج وهو أسير سابق تحرر من سجون الاحتلال عام 1998، لصحيفة "فلسطين": إن مظاهر الاحتفال بشهر رمضان فقدت من منزله بمخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة، نظرًا لغيابه عن أسرته ولإضرابه المفتوح عن الطعام، وحل مكانها الخوف والقلق على مصيره ومصير أبنائه الخمسة.
وصمت العقيد المتقاعد للحظات جال خلالها ببصره على زملائه الراقدين على الأسرة في خيمة الاعتصام، وقال: "بعد كل سنوات الاعتقال، والخدمة لبناء السلطة، والعمل من أجل فتح، يتم إحالتنا على التقاعد القسري بهذه الطريقة المهينة، ونترك لقضاء شهر رمضان بعيدًا عن أسرانا ومضربين عن الطعام".
ويصر السراج (47 عامًا) على مواصلة إضرابه عن الطعام وعدم مغادرة خيمة الاعتصام، أو العودة لمنزله، حتى إصدار رئيس السلطة محمود عباس قرار رسمي بإلغاء تقاعدهم القسري.
يوم صعب
ويحاول العقيد المتقاعد زهير بلبل، الذي يرقد على سرير داخل خيمة الاعتصام، الاطمئنان على أبنائه الثلاثة عبر هاتف -جوال- لحثهم على الصبر والصمود نظرًا لغيابه عن منزله في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة منذ نحو الشهر.
ويضيف بلبل وهو أسير سابق تحرر من سجون الاحتلال في التسعينيات لصحيفة "فلسطين" أن غيابه عن منزله من أجل المطالبة بحقوقه العادلة وتأمين حياة كريمة لأسرته، لافتًا إلى أن نجله توجه قبل أيام لتسلم راتبه قبل أيام من البنك وصدم بأن ما تلقاه هو 400 شيقل، بعد خصم القروض والكفالات، مؤكدًا أنها لا تكفي لتوفير أدنى متطلباتهم.
ويضيف بلبل أنه لن يغادر خيمة الاعتصام قبل إنهاء معاناته وإلغاء التقاعد القسري المبكر الذي تعرض له وزملاؤه، وما ترتب عليه من أوضاع اقتصادية ونفسية صعبة، وتعويض أبنائه عن الحرمان الذي تعرضوا له.
فرحة منقوصة
ولا يختلف الحال كثيرًا عن عاطف عابد، وهو أحد موظفي تفريغات 2005، الذي حرم من لمة سفرة سحور وإفطار رمضان بسبب إضرابه المفتوح عن الطعام في خيمة الاعتصام بساحة السرايا.
واستقبل عابد، رمضان هذا العام بشكل مختلف عن الأعوام الماضية بعيدًا عن عائلته التي تحضر بين الفينة والأخرى إلى مقر الاعتصام لتمده بالقوة والإصرار لمواصلة إضرابه عن الطعام.
ويقول عابد (49 عامًا)، وهو يرقد على سريره، وبدا متعبًا لمواصلة إضرابه لليوم الـ24 على التوالي: رمضان هذا العام مختلف عن الأعوام السابقة لكونه بعيد عن عائلته، ويقضيه مضربًا عن الطعام، ولا يتناول سوى الماء والملح.
ويختتم بحزن: "لا توجد فرحة في منزلي وأنا بعيد عن أولادي التسعة، فسفرة رمضان تُعَدُّ لسد جوعهم وغالبًا لا يتناولون إلا القليل القليل عندما يشاهدون صوري وزملائي نتناول الماء والملح".
مواصلة الإضراب
ويقول المدير العام لديوان الرئاسة في المحافظات الجنوبية سمير الشريف: يواصل موظفو ديوان الرئاسة اعتصامهم في ساحة السرايا لليوم الرابع والعشرين على التوالي بسبب الظلم الذي وقع عليهم بإحالتهم إلى التقاعد القسري الإجباري منذ 7 نوفمبر 2017.
ويدعو الشريف عبر صحيفة "فلسطين" الرئيس محمود عباس لمساواتهم أسوة بغيرهم من موظفي وزارة التربية والتعليم العالي والصحة، المالية، والشؤون الاجتماعية.

