فلسطين أون لاين

عدم إنهاء السلطة عقوبات غزة.. هل يقود فتح إلى قبة البرلمان؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

مع بدء العد التنازلي لموعد إجراء الانتخابات التشريعية، تحاول حركة فتح جاهدةً كسب وُدِّ الشعب الفلسطيني من خلال وعود إنهاء الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة في رام الله على قطاع غزة، وإنهاء القضايا العالقة، في محاولة منها لكسب أصوات الناخبين للوصول إلى قبة البرلمان.

ولا تزال السلطة تواصل فرض إجراءاتها العقابية على قطاع غزة، منذ أبريل/نيسان 2017، وقد شملت تقليص إمدادات الكهرباء والتحويلات الطبية وتوريد الأدوية، وتقييد التعاملات المالية والحوالات عبر البنوك، إضافة إلى إحالة الآلاف من موظفيها في القطاع إلى التقاعد المبكر الإجباري وقطع رواتب آخرين وأهالي الشهداء والجرحى.

ومن المقرر إجراء الانتخابات على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية في 22 مايو/أيار، ورئاسية في 31 يوليو/تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/آب، وفق مرسوم رئاسي.

جريمة مرفوضة

وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب خالد منصور أن المتاجرة بمعاناة أبناء الشعب الفلسطيني ومواصلة فرض العقوبات على قطاع غزة يضعف من فرص فوز حركة فتح في الانتخابات.

واستغرب منصور في حديث لصحيفة "فلسطين" مواصلة السلطة إجراءاتها العقابية المتخذة ضد القطاع، خاصة في ظل اقتراب موعد إجراء الانتخابات، عادًّا استمرارها تنافيًا مع كل القيم الوطنية.

وقال: "عندما فرضت العقوبات على القطاع وقف الجميع أمامها للمطالبة بإنهائها"، مشددًا على ضرورة تهيئة الأجواء والمناخات لإجراء الانتخابات وإنهاء معاناة أبناء الشعب الفلسطيني كي يشعر الفلسطيني أنه يؤدي عملية الاقتراع بحرية.

وأضاف أن استمرار العقوبات على غزة مرفوض رفضًا باتًّا، ولا يدلل على وجود نيَّات صادقة باتجاه العملية الانتخابية، مؤكدًا أنه كان الأولى حل جميع الملفات العالقة قبل التوجُّه إلى الانتخابات.

ولفت إلى وجود مماطلة وبطء في رفع الإجراءات العقابية وإنهاء معاناة المواطنين، واصفًا استمرار العقوبات وفرضها بالجريمة التي تزيد من معاناة الفلسطينيين.

وطالب السلطة بإنهاء العقوبات عن غزة فورًا، معربًا عن خشيته من استمرارها إلى ما بعد إجراء الانتخابات.

وتساءل: "ما الجريمة التي ارتكبها الموظف وأبناء الشعب الفلسطيني من أسرى وأهالي الشهداء والجرحى لتقطع رواتبهم، ويحرم المرضى من العلاج؟".

متاجرة بمعاناة الفلسطينيين

ورأى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بدران جابر أن المتاجرة بمعاناة الفلسطينيين ومواصلة الإجراءات العقابية المفروضة على قطاع غزة يضعف من فرص نجاح حركة فتح في الانتخابات.

وقال جابر في حديث لـ"فلسطين": إن استمرار معاناة المواطنين والمتاجرة بقضاياهم وعدم التفاهم على القواسم المشتركة بين الفصائل الفلسطينية يلقي بسلبياته على المواطنين والعملية الانتخابية، مضيفًا أن إجراء الانتخابات دون إنهاء هذه المعاناة هروب من أزمة الانقسام، وغياب الموقف الواحد لإيجاد مخارج لحالة الاحتقان.

وأكد ضرورة إنجاز الوحدة الوطنية والعمل على تذليل العقبات التي يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني، والتوحد على موقف لتحرير الأراضي الفلسطينية، وأن يكون خيار المقاومة وسيلة للتحرير.

وأوضح أن عدم ربط الانتخابات بالاتفاق على طبيعة المرحلة وكيفية مواجهة تبعاتها السلبية كغياب البرنامج السياسي الموحد، ومواصلة الإجراءات العقابية، سيزيد من صعوبة الأوضاع.

ولفت إلى أن الانتخابات لا تحمل عصًا سحرية لحل الإشكاليات، بل يجب المصارحة على أرضية التوافق على القواسم المشتركة بالحد الأدنى لمواجهة التحديات، فغياب الصدام مع الاحتلال والميل للتعايش معه وعدم مواجهة التطبيع العربي وغياب الجماهير التي تعطي الثقة للقيادة لتحقيق أهدافها، ستبقي المعضلات والتحديات قائمة كما هي.