فلسطين أون لاين

السياسة في الإسلام ليست بدعة

يوجه الذين لا يقفون على أرضية الإسلام فكرا ونظام حياة إلى حملة الفكر السياسي في الإسلام خصوصا إلى المجاهدين الرافعين راية الإسلام النقد من باب العلم أحيانا بالإسلام! وما هو إلا جهل بحقيقة الإسلام المستنير أو أبواق لأجندة الاستعمار التغريبي وصنيعته الكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل) المتناقض إستراتيجيا مع عقيدة وثقافة أمة الإسلام وأهل العروبة في المقدمة قائلين لحملة الإسلام سياسيا وخصوصا المجاهدين "هذا ليس الإسلام فلا سياسة في الإسلام ويجب فصل الدين عن الحياة".

إن هدف هذا الطرف الحامل للأجندة الخارجية تشكيك حملة الإسلام بإيمانهم وجهلهم يصل إلى حد تهمة الخيانة أحيانا، ويزداد هذا الاتهام والافتراء كلما تعاظم خط الإسلام المجاهد المقاوم في فلسطين، ساء ما يدعون، إن الإسلام بعونه تعالى وبهمة حملته سياسي وجهادي مقاوم يعلو وحتما سينتصر.

السياسة مصدر ساس الأمر سياسة، وهي القيام على الشيء بما يصلحه، وسياسة الرعية أي رعاية شؤونها داخليا وخارجيا.

السياسة جزء لا يتجرأ من الإسلام، ولا فضل بين الإسلام والحياة، قولهم لا سياسة في الإسلام هو افتراء.

محمد صلى الله عليه وسلم كان يستعمل السياسة الحكيمة الراشدة في حكمه وتدبير شؤون الرعية منذ مطلع الدولة في المدينة المنورة مستندا إلى الشريعة المنزلة التي تعمل على تحقيق المصلحة والعدالة وتعطيل المفاسد وتبعه على ذلك الخلفاء الراشدون ومن تبعهم بإحسان.

إن الذين يقولون لا سياسة في الإسلام نقول لهم إن الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين ليس "كهنوتيا" وإنما مبدأ وفكر ونظام حياة، طبقه السلف الصالح فكانوا خير أمة أخرجت للناس، وكان العدل أساس الحكم فكانوا الأقوياء وعند الانحراف يتراجعون، وعند العودة والتمسك بالقرآن والسنة ينهضون.

إن القرآن الكريم لم ينزل عبثا وإنما ليحق الحق ويبطل الباطل. قال تعالى: "وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ﴿16﴾ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿17﴾ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ" سورة الانبياء اية 16-18.

والمتدبر لآيات القرآن الكريم يجد سياسة الإسلام العادلة، ففيها سياسة، واقتصاد، وعبادات، ومعاملات، واجتماع... إلخ، إذًا الإسلام لا توجد فيه سياسة فكيف أقام المسلمون دولتهم ابتداء من المدينة قبل أكثر من 14 قرنا؟!

وحمى الجهاد في سبيل الله دولتهم، ورعوا شؤون الأمة وأعزوها، فكانت سياستهم مرجعيتها القرآن والسنة لا تخالفها لأن الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة كما (الميكافيلية)، غاية وهدف السياسة في الإسلام مرضاة رب العالمين وإحقاق الحق ونصرة المظلومين وقهر الظالمين. قال تعالى: ( وَقُلِ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكُمۡۖ فَمَن شَاءَ فَلۡيُؤۡمِن وَمَن شَاءَ فَلۡيَكۡفُرۡۚ إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلظَّٰلِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمۡ سُرَادِقُهَاۚ وَإِن يَسۡتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَاءٖ كَٱلۡمُهۡلِ يَشۡوِي ٱلۡوُجُوهَۚ بِئۡسَ ٱلشَّرَابُ وَسَاءَتۡ مُرۡتَفَقًا) الكهف 29

وقال تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) البقرة 229.

فإن البعض من المسلمين الذين تفيهقوا وسايروا التغريبيين أو قل أصبحوا أبواقا لهم وأذنابا ألم يقرؤوا ما أنزل الله في كتابه العزيز (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ) المائدة 49

إن دعوة المتفيهقين والتغريبيين للمسلمين ألا يعملوا في السياسة وعدم الاهتمام بالعمل السياسي، هم يخدمون مصلحة حكام وأنظمة لا تحكم بما أنزل الله، وهم دعاة فصل الدين عن الحياة، وهذا هو فصل روح الأمة عن جسدها، وهذا يجعلها لا تهتم بما يحاك ضدها، ولا مقاومة المعتدي الأجنبي واعتبار أن تجزئة الأمة أمر واقع يجب القبول به لا على اعتبار أن حكام سايكس بيكو هم ولاة أمر المسلمين ولا يجوز الخروج عليهم وتناسوا قوله تعالى: ( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92) وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ) الأنبياء 92-93.

وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ) المؤمنون 51-52

وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران 103.

إن الدعوة والعمل على إقصاء الإسلام من ساحة المعركة ضد المستعمر، والتحريض على حمَلة الإسلام سياسيًّا وجهاديًّا مشروع إسراميكي استعماري تغريبي يريد فصل روح الأمة الإسلام عن جسدها، ولأن الكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل) المتحالف مع الغرب الاستعماري ومن حالفه رأس الحربة في صدر الأمة تعمل على عدم عودة الإسلام ووحدة الأمة ونهضتها، بعد سايكس بيكو خصوصاً يعمل الإسراميكي الغربي بكل قوة لعدم عودة الوحدة وعودة الإسلام للحكم وبالتالي الاستقلال السياسي والثقافي للأمة، لذا فإن العدو الإسراميكي أشد ما يقلقه هو الجهاد لتحرير فلسطين لأن خط الجهاد والمقاومة الذي مرجعيته الإسلام إلى جانب كونه ثورة مسلحة ضد الاحتلال الصهيوني المسمى (إسرائيل) هو ثورة ضد التغريب وثورة سياسية ضد التجزئة والتبعية في المنطقة وقوة حقيقية لأجل النهوض ورفع راية لا إله إلا الله وطرد وصد المشروع الاستعماري الإمبريالي وصنيعته (إسرائيل) فهم يعلمون أن تناقضهم الرئيس هو مع الإسلام لذا فإن صراعنا معهم هو صراع وجود إما نحن أهل الإسلام وإما هم، وحتما النصر سيكون للإسلام (والله متم نوره ولو كره الكافرون).