أثار الإعلان عن تسريب بعض العقارات في حي سلوان المقدسي المهدد بالتهجير من الاحتلال الإسرائيلي ردود فعل ساخطة من المقدسيين الذين يخوضون أصعب معركة على الأرض للحفاظ على مدينتهم.
وتسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتهجير الحي بالكامل لبناء "الحوض المقدس"، وصولاً لبناء الهيكل المزعوم.
وكان أهالي سلوان اكتشفوا الخميس الماضي حدوث تسريب لثلاث بنايات سكنية وقطعة أرض من ملاكها لجمعية "عطيرت كوهانيم " الاستيطانية، ما دفع بثلاث عائلات مقدسية للتبرؤ من أفراد منها شاركوا في تلك العملية التي أثارت سخط المقدسيين.
تواطؤ السلطة
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهجير ناصر الهدمي أكد أن حالات تسريب العقارات بالقدس ليست ظاهرة، وإنما حالات فردية محدودة غريبة عن المجتمع المقدسي ومرفوضة تماما.
وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين": "منذ الإعلان عن حادثة التسريب الأخيرة بادرت عائلات المتورطين فيها للتبرؤ منهم"، مشيراً إلى أن الاحتلال لم ينفك وهو يحاول استغلال أي نقاط ضعف عند المقدسيين لتحقيق أهدافه الاستيطانية.
وتابع: "الاحتلال لم يكف عن البحث عن أي شخص لديه استعداد للتفريط في أرضه مقابل حفنة من المال، وهم قليلون، إزاء السواد الأعظم من المقدسيين الذين يرفضون كل الإغراءات المالية مقابل ترك أرضهم".
وأشار الهدمي إلى أن ذلك "لن يشوه صورة الصمود الأسطوري الذي يمارسه المقدسيون في كل أنحاء المدينة المحتلة، ومن ذلك رفض تجار القدس -مثلا- بيع حوانيتهم للاحتلال على الرغم من كل الضغوطات وسياسة الإفقار والضرائب الباهظة والإغراءات التي وصلت لحد أن يدفع الاحتلال مبلغ عشرين مليون دولار مقابل حانوت تبلغ مساحته مترين مربعين فقط".
وأضاف: "مسرِّبو العقارات يعامَلون معاملة الخونة، كما حدث من قبل مع أحد المسربين في الثمانينيات، إذ لم يُصلِّ عليه أحد عند موته".
وأشار في الوقت ذاته لأهمية تأسيس لجان من أهالي سلوان تحول دون تسريب العقارات، والاتفاق على ميثاق شرف في هذا الإطار.
واتهم سلطة رام الله بالتواطؤ في تسريب العقارات من خلال بعض رجالاتها المتورطين في ذلك.
جريمة بحق المدينة
بدوره أكد رئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر أن تسريب العقارات، جريمة بحق المدينة في ظل استهدافها من جهات عديدة لنزع عروبتها.
وأبدى أسفه لوجود شركاء لهذه الجهات من ضعاف النفوس من السماسرة الذين يعملون تحت ظل الاحتلال، وطمعهم في المبالغ الباهظة التي يحصلون عليها مقابل عملهم في تسريب العقارات.
وأشار إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى، فقد سبقتها عدة جرائم كان أبرزها في عام ٢٠١٨ بتسريب عقار آل جودة في البلدة القديمة مقابل ٢٥ مليون دولار لمنظمة صهيونية.
وقال: "هناك تورط لسماسرة عرب في هذه العمليات وخاصة من الخليج خاصة في ظل التطبيع مع (إسرائيل)".
وتابع: "القدس تحولت من قضية مقدسة لكعكة يريد أصحاب الأطماع تقاسمها"، معرباً عن خشيته أن تكون هناك صفقات أخرى تطبخ في الخفاء.
وبين أنه ليس للسلطة الفلسطينية أي دور في حماية القدس، فهي مقصرة جداً في هذا الإطار، حتى لو بإثارة ملف القدس عربياً وإسلامياً ودولياً في ظل عجلة التهويد والاستيطان غير المسبوقة.