فلسطين أون لاين

لا تشغلنكم كورونا عن رمضان

...
د.زياد مقداد.jpeg
د.زياد مقداد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

في هذه الأيام المباركة من أواخر شهر شعبان حيث يقترب هلال شهر رمضان من الظهور، تزداد هجمة وباء كورونا وتتسع رقعة انتشاره بين أهلنا وأحبابنا في عموم فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ومن الطبيعي في مثل هذه الأحوال أن نأخذ بأسباب الحيطة والحذر ونلتزم إجراءات السلامة والوقاية من هذا الخطر دفعا لكل مفسدة أو ضرر وعسى أن يرفع الله تعالى عنا هذا الوباء ويكشف ذلكم البلاء.

ولكن ومع ذلك كله وعلى الرغم من خطر الحدث وحساسية المرحلة التي نعيشها فإنه ينبغي ألا يشغلنا هذا الوباء عن الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، خاصة أن حديث الشارع هذه الأيام يكاد يكون منحصرًا في كورونا وخطرها وإجراءات السلامة منها وانتظار تعليمات خلية الأزمة وما تقرره لمعالجة وتدبر الأمر.. أقول: إنه وعلى الرغم من أنه يجب علينا الأخذ بالاحتياطات والتزام التعليمات، فإنه وفي خط متوازٍ ينبغي ألا نغفل أن شهر رمضان يقرع أبوابه إيذانًا بقرب ظهور هلاله، هذا الشهر الذي يعلم الجميع ما يقترن به من الخير وما يجلبه من البركة، هذا الشهر الذي تتنزل فيه الرحمات وتفتح فيه أبواب الجنات وتضاعف فيه أجور الطاعات.

ولذلك فإنه ينبغي لنا معاشر المسلمين في كل مكان وفي قطاع غزة على وجه التحديد أن نهيئ أنفسنا لاستقبال هذا الشهر، عسى أن يكون لنا نصيب من خيره وبركته وفضله ونسماته، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ"، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"، أفلا يستحق منا شهرٌ هذا فضله وهذه مكانته أن نستعد لقدومه مهما كانت الظروف ومهما كانت التحديات؟!