قائمة الموقع

رمضان غزة 2021.. تحت وطأة "كورونا"!

2021-04-11T09:43:00+03:00
صورة أرشيفية

اعتاد إيهاب شومان، الذي يدير متجرًا لبيع الهدايا والإكسسوار في حي الرمال، أحد أهم المناطق التجارية بمدينة غزة، التجهيز جيدًا لموسم شهر رمضان، لما يشكله من مناسبة مهمة للمواطنين في القطاع الساحلي.

لكن هذا الموسم يبدو فيه الحال مغايرًا تمامًا بالنسبة إلى شومان؛ بسبب جائحة فيروس "كورونا"، وما نتج عنها من تداعيات خطِرة على الأوضاع الاقتصادية.

ويشهد قطاع غزة منذ منتصف العام الماضي سلسلة إغلاقات متفاوتة في شدتها، كانت وزارة الداخلية والأمن الوطني فرضتها للحد من انتشار الفيروس بين المواطنين البالغ تعدادهم أزيَد من مليوني نسمة، يسكنون مساحة لا تتجاوز مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا.

ضعف الحركة الشرائية

وقال شومان، الحاصل على شهادة في البرمجة من جامعة الأزهر، إنه استطاع تجهيز متجره ببعض المنتجات الخاصة بشهر رمضان، وأهمها فوانيس الزينة والألعاب الرمضانية للأطفال، والأحبال المضيئة، لكنه كان حذرًا في التعامل مع صنوف المنتجات وكمياتها.

وأضاف لـ"فلسطين": لجأت إلى جلب عدد معين من المنتجات التي تحظى باهتمام فئة واسعة من المواطنين، لكن بكميات محدودة.

وأرجع ذلك إلى ضعف الحركة الشرائية في أسواق قطاع غزة الذي شهد سلسلة أزمات اقتصادية تركت تداعيات خطِرة على أحوال المواطنين.

وفي محاولة لترويج منتجاته، أنشأ شومان صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مستخدمًا خاصية الإعلانات الممولة لجلب الزبائن.

إلا أنه يبيِّن أن الإقبال على الشراء ضعيف بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وفي الوقت نفسه يبدي رضاه الكامل بالإجراءات الوقائية المتبعة لحماية المواطنين من الفيروس، مع وصول الطفرة البريطانية الأسرع انتشارًا.

ومرَّ قطاع غزة بأزمات اقتصادية عصفت بالمواطنين بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 سنة وأكثر، ولجوء السلطة إلى فرض سلسلة إجراءات عقابية، توصَف بأنها سبب رئيس في زيادة نسبة البطالة والفقر في القطاع المزدحم سكانيًا.

وهذا ما يجبر البائع محسن مقداد، على عدم عرض السلع الغذائية في سوق الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، بكميات كبيرة بسبب ضعف الحركة الشرائية، كما يقول.

وأضاف لـ"فلسطين": أنه جهز لشهر رمضان لهذا العام تجهيزًا محدودًا جدًا، لأن نسبة عالية من المواطنين ليس لديهم المال للإقبال على الشراء.

وتابع: فئة واسعة من المواطنين بالكاد قادرون على توفير احتياجات أسرهم، خاصة ممن أصحاب الأعمال اليومية، وآخرون لا يقدرون على توفيرها وينتظرون المساعدات.

تردي الوضع الاقتصادي

ويقول المواطن عاطف إبراهيم (50 عامًا)، وهو عامل بناء: إنه لم يستطع توفير جميع احتياجات أسرته اللازمة خلال شهر رمضان، بخلاف أشهر رمضانية مضت لم تتخللها جائحة "كورونا"، إذ كان الوضع الاقتصادي أفضل من الآن.

وأضاف إبراهيم لـ"فلسطين": "إن تجهيز بيتي بمتطلبات شهر رمضان ليست كما الأعوام الماضية، بسبب قلة العمل وتردي الوضع الاقتصادي للعائلة، خاصة أنني عامل بناء، ولا يتوفر العمل في كل وقت، ومن ثم هذا يجعلني غير قادر على تلبية أبسط احتياجات العائلة".

وأكد أن ما ينتظره المواطنون بغزة هو تحسين الأوضاع الاقتصادية بغزة وإيجاد فرص عمل لفئة الشباب.

ويشهد رمضان من كل عام في غزة أجواءً خاصة به يتخللها تزيين الأسواق وعرض أصناف مختلفة من السلع، لكن هذه المشاهد ليست كما رمضان في العام الماضي إذ لم يشهد وصول جائحة "كورونا".

واكتشفت أول إصابات داخل المجتمع بغزة نهاية آب/ أغسطس 2020، رغم سلسلة الإجراءات الصارمة التي فرضتها الجهات الحكومية وشملت إغلاق المعابر والمدارس والجامعات والمؤسسات، واستمرت بعد وصول الفيروس.

ركود غير مسبوق

من جهته أكد الخبير الاقتصادي سمير أبو مدللة، أن الأوضاع الاقتصادية تشهد تراجعًا كبيرًا بسبب الحصار المفروض منذ 2007، وبسبب الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة الفلسطينية.

وأكد أبو مدللة لـ"فلسطين"، أن ذلك سبب حالة ركود غير مسبوقة في السوق تزامنًا وجائحة "كورونا" التي توقف بسببها العديد من الأعمال، ونتج عنها ارتفاع نسبة البطالة والفقر بين المواطنين.

وبين أن غزة منذ سنوات لم تشهد مثل هذه الأوضاع بسبب الجائحة العالمية، وتأثر اقتصاد القطاع.

وبينما حين يؤكد مدير العلاقات العامة والإعلام في غرفة التجارة والصناعة بغزة ماهر الطباع، ارتفاع البطالة إلى نسب عالية تصل إلى معدل يزيد على 50 بالمئة -69 بالمئة بين فئة الخريجين، يشير إلى أن نسبة الفقر وصلت إلى 53 بالمئة.

وأرجع الطباع في تصريح لـ"فلسطين"، ذلك إلى الحصار الإسرائيلي المفروض، وقد جاءت الجائحة لتزيد تردي الوضع الاقتصادي في القطاع الذي تشير المعطيات إلى أن 80 بالمئة من سكانه بحاجة إلى مساعدات.

وأضاف أن جائحة "كورونا" عمقت الأزمات الاقتصادية بغزة بعد تعطل العديد من الأعمال وخاصة عمال المياومة بسبب الإغلاقات والقيود المفروضة على القطاعات الاقتصادية المختلفة، وتوقف سفر التجار إلى خارج القطاع ومشاركتهم في الأعمال الاقتصادية، وتراجع قطاع السياحة.

وبين الطباع أن جميع هذه التداعيات تترك ضغوطًا كبيرة على المواطنين تزامنًا وإقبالنا على شهر رمضان، ما يجعله الأول من نوعه في مثل هذه الظروف، داعيًا إلى إيجاد حالة من التكافل المجتمعي بين المواطنين للتخفيف عنهم.

اخبار ذات صلة