فلسطين أون لاين

"كفل حارس".. قرية المقامات التي يخطفها المستوطنون في أعيادهم

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

يخضع 4500 مواطن في "كفل حارس" بمحافظة سلفيت لنظام منع التجوال في أعياد المستوطنين الذين يقتحمون القرية بأعداد مخيفة تصل حتى ستة آلاف مستوطن وأكثر، ويحظر على الأهالي التجوال ما دام المستوطنون ينتشرون قرب المقامات الموجودة في القرية.

ويتحدث رئيس المجلس المحلي عصام أبو يعقوب بمرارة عما آلت إليه أوضاع القرية في ظل الاقتحامات المتكررة والعربدة التي ينفذها المستوطنون: "في كل اقتحام مع أعياد المستوطنين نعيش حالة حرب بكل ما تعنيه الكلمة، حيث يعتلي جيش الاحتلال أسطح المنازل لتأمين الحماية للمستوطنين المجرمين الذين يأتون للعربدة والتخريب والإرهاب".

وتتوسط قرية كفل حارس أربعة مقامات هي: مقام النبي ذي الكفل، والنبي ذي النون، ومقام صلاح الدين الأيوبي (ويعرف في القرية أيضا بمقام يوشع)، والرابع يعرف باسم بنات الزاوية (نسبة لبنات سيدنا يعقوب).

وأوضح أن هناك مجموعات من المستوطنين تتجول في محيط القرية لتخريب عدادات المياه والكهرباء، وأخرى لتحطيم السيارات وقذف الحجارة على النوافذ والسباب والشتائم على المواطنين الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنهم لا يكتفون بذلك بل يعمدون إلى تخريب أبواب البيوت ويحاولون اقتحامها.

ويذكر أبو يعقوب أن صراخ المستوطنين يستمر من الساعة التاسعة ليلًا حتى الرابعة فجرًا، وعند انسحابهم يدمرون كل شيء أمامهم حتى شواهد القبور يعملون على تحطيمها.

ويرى أن المستوطنين بأفعالهم هذه ينتقمون من الأموات قبل الأحياء ومن الممتلكات ومن كل ما يستخدمه الأهالي.

ويضيف أن المشاهد التي يخلفها المستوطنون وراءهم تشير إلى أشخاص بلا أخلاق وتنعدم لديهم الإنسانية، "فهم كالجراد بل أشد"، لافتًا إلى أن النفايات التي يخلفونها في ساعات الاقتحام للبلدة تزيد على 12 حاوية، عدا عن قذارة الحمامات المتنقلة التي يحضرونها معهم ويفرغون حمولتها على أراضي القرية.

كما يتحدث أبو يعقوب عن إشاعة المستوطنين الإرهاب النفسي في نفوس الأطفال من خلال إطلاق تهديدات بالقتل، "فنحن في كفل حارس نخطف في كل عيد ونبقى أسرى بإجراءات عنصرية يفرضها جيش الاحتلال".

ولم يغفل أهالي القرية التقدم بشكاوى إلى المؤسسات الحقوقية ومنها مؤسسات إسرائيلية، إلا أن سلطات الاحتلال تدير ظهرها لكل هذه المؤسسات التي أشارت في تقاريرها الحقوقية إلى وقوع كارثة إنسانية في قرية كفل حارس مع كل اقتحام للمستوطنين بأعداد مهولة، وتهديد آلاف السكان بالقتل وتخريب ممتلكاتهم.

ويطالب أبو يعقوب الجهات الفلسطينية الرسمية بضرورة توفير الحماية العاجلة للأهالي وممتلكاتهم، "فمع كل عيد نعيش في كفل حارس حالة من القلق والتوتر والخوف من مجهول قادم لا تحمد عقباه".

ويقول إن اقتحام المستوطنين القرية يختلف عن اقتحامهم لمدينة نابلس حيث مقام النبي يوسف، ففي نابلس يكون عبثهم وإرهابهم داخل المقام نفسه في حين في كفل حارس يتجولون في أزقة القرية معلنين السيطرة على المكان، فهو قرية صغيرة تسهل السيطرة عليها، وأعداد المستوطنين المقتحمين تفوق عدد السكان الفلسطينيين المحاصرين من الجيش الذي ينصب برج حراسة كبيرا على مدخل القرية.

وأطلق مواطنون في القرية صرخة استغاثة لحمايتهم من إرهاب المستوطنين، مطالبين بلجان دولية لتقف من قرب على ما يمارسه سكان المستوطنات من تخريب متعمد وإرهاب نفسي بحق الفلسطينيين.

وتجثم مستوطنة أرائيل -ثاني أكبر مستوطنات الضفة- على ثلاثة آلاف دونم من أراضي القرية من أصل خمسة آلاف دونم تصادرها (إسرائيل) بشكل مباشر، وتحيط بالقرية ست مستوطنات، ويمر شارع "عابر السامرة" على نحو ألف دونم من الأراضي.

ويقول المواطن أحمد الأسعد: "خلال اقتحام المستوطنين يكون المواطن في كفل حارس في حالة ترقب وانتظار للأسوأ، ففي الخارج تنشر مجموعات المستوطنين الخراب ويعبثون بكل شيء أمامهم ولا يبقى على حاله، ويتكرر هذا في جميع أوقات أعيادهم التي يحيونها على مدار العام، إضافة إلى الاقتحامات التي تتم خارج إطار الأعياد، حيث يتسلل المستوطنون عبر الأراضي إلى المقام، وهناك خطورة في هذا الجانب من ارتكاب مجازر بحق أهالي البلدة".

كما يخشى أهالي القرية أن تحوّل قريتهم إلى منطقة مزارات للاحتلال، وبالتالي يُهجرون منها.