يتضح مع استمرار سير العملية الانتخابية أن هناك خطوات وإجراءات تعد لها حركة فتح، تقوم في مجملها على تشويه الخصوم المنافسين وتلويث العملية الانتخابية.
ما حدث من تقديم عشرات الطعون ضد المرشحين والقوائم الانتخابية يؤكد استغلال سيطرة حركة فتح على المؤسسات الحكومية والرسمية لتجنيدها لصالح قائمتها الانتخابية ضد قوائم حركة فتح الأخرى وكذلك قائمة حركة حماس (القدس موعدنا).
الطريقة التي طُعِن فيها ضد المرشحين توضح أن حركة فتح لم تغير جلدها في التعامل مع خصومها، ولا تريد أن تتراجع عما ارتكبته من جرائم وأخطاء على مدار السنوات الماضية.
من الأمثلة الصارخة على ذلك، طعنها في المُحرَّر سعيد بشارات بتهمة جنائية على الرغم من وجوده خلال تلك المدة في سجون الاحتلال، وكذلك الطعن على المُحرَّر خالد براهمة بتهمة محاكمته على إثارة النعرات الطائفية عندما وجه انتقادًا حادّاً ضد مشاركة محمود عباس رئيس السلطة، في تعزية رئيس الكيان الاحتلال شيمون بيريز، في الوقت الذي يتجاهل فيه عباس معاناة الآلاف من أسر الشهداء، ويقطع رواتب آلاف الشهداء والأُسر والجرحى والموظفين.
في السياق قدمت فتح أيضا طعونًا ضد موظفين مرشحين على القوائم الانتخابية، في غالبيتهم قطعت رواتبهم السلطة منذ سنوات طويلة لأسباب سياسية، ولم تُعِد رواتبهم لهم، في حين سارعت إلى تقديم الطعن في ترشحهم لوجود أسمائهم ضمن كشوفات ديوان الموظفين العام التابعة لها في رام الله، وكذلك القيام بإعادة بعضهم، والطعن أمام المحاكم الانتخابية لإسقاطهم من القوائم الانتخابية.
سلوك فتح ينطبق أيضا على الاستخدام القبيح لقضية الأسير منصور الشحاتيت المفرج عنه من سجون الاحتلال وتبرئة الاحتلال من جريمة تعذيبه وتوجيهها نحو حركة حماس، وهذا يثبت أن دعاية حركة فتح تتركز على العداء والتصيد في المياه العكرة، وخلق القضايا الوهمية وتوجيه الاتهامات وإثارة الفتنة وإثارة الانقسام مجددا وعدم التزامها ما اتُّفِق عليه في اتفاق القاهرة بضرورة توفير أجواء مناسبة وملائمة لإجراء العملية الانتخابية إلى جانب التزام النظام والقانون المتعلق بالدعاية الانتخابية.
هذا يستوجب تحركًا فعليًّا وسريعًا لوضع حد لما تقوم به حركة فتح ضد قوائم حركة فتح الأخرى وقائمة حركة حماس (القدس موعدنا)، وغيرها من القوائم الوطنية والمستقلين لضمان نجاح العملية الانتخابية، وإلا سنكون أمام حقيقة مرة هي تعطيل العملية الانتخابية، أو أن تكون العملية الانتخابية مسمومة تعمق الانقسام وتثير الضغينة الوطنية، وأن تعزز مقامه به خلال سنوات الماضية.