فلسطين أون لاين

مختص: زيادة متسارعة في اعتداءات المستوطنين بالضفة الغربية

تقرير "جالود".. نموذج لقرية فلسطينية تتصاعد فيها اعتداءات المستوطنين

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ فاطمة يوسف:

"حرق أراضٍ زراعية واعتداء على المزارعين.. وغيرها"، اعتداءات يكررها المستوطنون الإسرائيليون تكرارًا شبه يومي، في قرية جالود في الجنوب الشرقي من مدينة نابلس، تمثل نموذجًا لما يحدث يوميًا في العديد من قرى ومدن الضفة التي تضاعفت وتيرة الاعتداءات فيها طرديًّا، "فلسطين" ترصد جزءًا من الأوضاع بالضفة.

رئيس المجلس القروي جالود عبد الله الحاج محمد، بيَّن أن القرية وسكانها يتعرضون تعرضًا شبه يومي لاعتداءات المستوطنين، كان آخرها الاعتداء على طواقم المجلس القروي في حين كانت تصلح خط كهرباء دمره المستوطنون.

وقال لصحيفة "فلسطين": "توافد إلينا مستوطنون من بؤرة استيطانية قريبة منا يريدون منعنا من إصلاح الخط، وبعد قرابة نصف ساعة من الجدال تفاجأنا بمستوطنين ملثمين يخرجون من نقطة عسكرية لجيش الاحتلال، تبعهم قوة من الجنود الذين طلبوا منا مغادرة المكان فورًا".

وفي تلك الأثناء كان هناك مُسِن فلسطيني يوجد في أرضه القريبة من الحدث –وفقًا لـ"الحاج محمد"، فانهال عليه المستوطنون ضربًا بالعصي والحجارة وكادوا يقتلونه بصخرة كبيرة، وأطلقوا الرصاص والغاز المسيل للدموع على المواطنين الذين حاولوا إنقاذه.

وبعد فترة قليلة أغلقت قوات الاحتلال المكان بصخرة كبيرة وأعلنته "منطقة عسكرية مغلقة"، مشيرًا إلى أن ذلك جزء بسيط من اعتداءات المستوطنين المتكررة في المنطقة ذاتها، حيث يتعرض المواطنون لعنف مُركَّز وإرهاب.

وتابع الحاج محمد: "المستوطنون يعتدون على المزارعين في أثناء العمل، ويسرقون الأشتال ويحرقون أشجار الزيتون، حيث أحرقوا ألف شجرة العام الفائت كما أن بيوت المواطنين القريبة من المستوطنات تتعرض لكثير من الاعتداءات".

وأشار إلى أن تلك الاعتداءات تتم بحماية جيش الاحتلال وتشجيع من المستوى السياسي الإسرائيلي حيث يأتي لزيارتهم وزراء وأعضاء "كنيست" يعِدونهم بـ"شرعنة البؤر الاستيطانية" الموجودة على أراضي القرية.

وذكر أن قوات الاحتلال لا تحرك ساكنًا أمام اعتداءات المستوطنين ولا تحاول منعهم من التخريب، وهناك عشرة مستوطنات وبؤر استيطانية ومركزيْن للجيش على أراضي القرية، وهي واحدة من ثلاث قرى (إضافة لـ "قريوت" و"قصرة") تقع على خط المواجهة المباشرة مع المستوطنين.

وكان مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة المحتلة قد أفاد في تصريحات صحفية أمس، بوجود 400 اعتداء للمستوطنين يوميًا بحق أبناء شعبنا الفلسطيني بالضفة المحتلة.

اعتداءات منظمة

بدوره، بيَّن مدير مركز أبحاث الأرض رائد موقدي أن اعتداءات المستوطنين على المواطنين بالضفة "منظمة" وتتم بالتنسيق مع جيش الاحتلال في عملية "تبادل أدوار" بين الطرفين.

وقال: "غالبًا -عقب تلك الاعتداءات- يُغلِق جيش الاحتلال مساحات شاسعة من الأراضي خاصة المحيطة بالبؤر الاستيطانية، ويعلن مناطق أخرى مناطق عسكرية مغلقة".

وأشار إلى أن الاحتلال يمنع وصول المواطنين إلى أراضيهم بحجج مختلفة ويقتصر سماحه على دخول تلك المناطق المحيطة بالمستوطنات على فترات زمنية قصيرة جدًا لقطف المحصول أو حراثة الأرض تحت حراسة جيش الاحتلال.

وبشكل موازٍ –وفقًا لـ"موقدي"– يقوم المستوطنون بعمليات "عربدة" من حرق المحاصيل وطرد المزارعين وتهديدهم بالسلاح، أو إقامة بؤر استيطانية "وهو أسلوب برز للسطح في العام الماضي حيث أقاموا 11 بؤرة وبؤرتينْ أخرييْن مطلع العام الحالي" بما يسبب إشكالات في تلك المناطق مع المواطنين.

وعزا سبب تلك الاعتداءات لوجود هدف أساسي للاحتلال هو تفريغ الأراضي الفلسطينية وتهجير السكان وتهويد المنطقة خاصة في مناطق (ج) بما فيها الأغوار بوجه خاص، وذلك بعدة ممارسات منها إغلاق مناطق فلسطينية ومنع البناء والتوسع الفلسطيني وإطلاق العنان للمستوطنين لسرقة الأراضي.

وقال: "سيطر المستوطنون مؤخرًا على قرابة 4000 دونم في منطقة عين الحلوة والفارسية والأغوار الشمالية بوجه عام، كما وضع الاحتلال اليد على الينابيع المهمة كعين الساكوت وعين الحلوة، في مساعٍ واضحة للسيطرة على مصادر المياه والأراضي الزراعية وترك المجال للمستوطنين لحفر آبار عشوائية ما يعني إغلاق مئات الدونمات.

وأفاد بأن عام 2020 الماضي شهد زيادة عالية في الاعتداءات مقارنة بالأعوام السابقة له بسبب وجود حكومة يمينية إسرائيلية وحكومة أمريكية متواطئة والصمت العربي والتطبيع العربي مع (إسرائيل).