فلسطين أون لاين

رمضان والإغلاق الشامل

نحن على أبواب شهر رمضان الكريم. أسبوع فقط يفصلنا عن بداية الشهر الكريم. الشهر الكريم كريم باصطفاء الله له بفريضة الصيام من بين أشهر العام، وهو كريم بما فيه من عبادات تجعل المؤمن الصائم أقرب فيه إلى الله سبحانه، فيه غير الصيام صلاة التراويح، وقراءة القرآن بشكل مكثف وختمه مرات ومرات، وفيه صلة الأرحام، وتبادل الزيارات العائلية، وفيه إطعام الطعام، وإخراج الصدقات، وجل أصحاب رؤوس الأموال يُخرجون زكواتهم السنوية في شهر رمضان طلبا للأجر المضاعف، وفيه تصفد الشياطين.

الشيطان في رمضان مصفد بالقيود الربانية، ولكن فيروس كورونا لحكمة ربانية ليس مصفدا، قد يكون الفيروس ابتلاء أو عقابا على تفشي المعاصي، والتمرد على نعم الله سبحانه. المهم أن الفيروس يسرح ويمرح ويتنقل بين الأفراد والأسر، وفي كل يوم تزيد ضحاياه بين الرجال والنساء، والأمر يتفاقم، وجهات الاختصاص في غزة تقول للمواطنين عليكم أن تضربوا عدد الإصابات المعلن عنها بخمسة، أي أن الرقم المعلن يساوي خُمس الحقيقة الواقعية، فإذا كان الرقم الأخير ألفي إصابة في اربع وعشرين ساعة فإن العدد غير المعلن هو عشرة آلاف إصابة، وهذا لعمري رقم كبير جدا، وخطر جدا، والسيطرة عليه شبه مستحيلة، وليس لنا في هذه الحالة إلا الله سبحانه، والدعاء له برفع الوباء رحمة بالأطفال والأنعام، ومن ليست لهم معاصٍ.

وأخذا بالأسباب تقول لنا الجهات المختصة والمسئولة في غزة نحن ذاهبون نحو الإغلاق الشامل للقطاع للحد من أعداد الإصابات، ولأن الأمر جد وليس بهزل، أغلقت صالات الأفراح، والمطاعم، وأماكن السياحة، والمتنزهات، والأسواق الشعبية، وبيوت العزاء، والجامعات، ومنعت حركة المواصلات في يومي الجمعة والسبت، وما زالت هذه الإجراءات غير كافية، وذاهبون للإغلاق الشامل.

الإغلاق الشامل يحرمنا بركات رمضان الكريم التي ذكرتُها في مقدمة المقال، ونحن ننتظر رمضان انتظار الحبيب للحبيب، وانتظار العاصي للمغفرة، وقد حرمنا في عام سابق من رحمات رمضان وصلوات التراويح والمواعظ القصيرة المفيدة، وإذا لم يتعاون أفراد الشعب مع تعليمات الوقاية والسلامة فجهات الاختصاص ذاهبة نحو الإغلاق. من كان يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويحب رمضان، وينتظر رحمات الله فيه فليلتزم بتعليمات الوقاية والسلامة، وليلزم بها أهل بيته، لعل الله يخفف عنا ويتجلى علينا في رمضان، ويرفع عنا شر الوباء. اللهم ارفع عن عبادك الوباء والبلاء.