فلسطين أون لاين

آلاء.. خريجة تُوظِّف خبراتها في التطوع لتدريس أبناء حيِّها

...
خان يونس/ هدى جواد:

في إحدى حُجرات منزلها التي لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار، والتي خُصصت لتحوي "الكراكيب" وبعض الأدوات المنزلية المعلقة على جدرانها بواسطة مسامير حديدية، ويقطعها من طرفيها أحبال للغسيل لنشر الملابس عليها، استثمرت الخريجة آلاء الأسطل وجود فرن الغاز لتثبت عليه سبورة خشبية اشترتها من مصروفها الخاص لتشرح لأطفال الحي الدروس التعليمية.

آلاء (25 عامًا)، من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة تخرجت العام الماضي، من اختصاص التعليم الأساسي.

من شباك منزلها كانت تتابع أطفال الحي وهم يقضون غالبية ساعات يومهم في اللهو واللعب في شوارع مخيم خان يونس وأزقته كلما تعطل الدوام المدرسي كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا، وعن ذلك تقول: "كنت أنزعج جدًا من ضياع تلك الأيام على الأطفال دون أي فائدة علمية، وأصبحت الأفكار تتوارد في ذهني بشأن كيفية احتواء الأطفال وعدم تركهم رهينة للعب وضياع الوقت دون فائدة"، وفق قولها.

من هنا قررت أن تستثمر شهادتها الجامعية في ظل عدم حصولها على فرصة عمل، ووقت الفراغ الذي لديها لتخطر ببالها فكرة تعليم بعض الطلبة داخل غرفة منزلها التي حولتها إلى صف وفق إمكاناتها.

وتوضح آلاء أن تنفيذها هذه الفكرة جاء لتقوية المستوى التعليمي لأطفال في الحي عبر الدروس المجانية، في ظل توجه العملية التعليمية للدمج بين التعليمي الإلكتروني والوجاهي.

والغرفة الصفية التي وصفتها بـ"المتواضعة" تستوعب 10 طلاب فقط، وتضطر إلى تقسيم باقي العدد إلى مجموعات، وقد عملت على تجهيزها وفق إمكاناتها بلوح خشبي صغير اشترته من مصروفها الخاص، وعلبة من الطباشير الملون، وجمعت بعض المقاعد الخشبية المهترئة، التي يمكنها أن تلبي الغرض، وطاولة صغيرة ليلتف حولها الطلاب ويتمكنوا من الكتابة.

وتنتظر آلاء الوقت الذي حددته للأطفال ثلاثة أيام أسبوعيًا بشغف، ومدة اللقاء لا تتجاوز 60 دقيقة، وتعمد قبل قدومهم إلى التحضير للدرس اليومي الخاص بالمرحلة الابتدائية، لتشرع بتعليمه لهم خاصة في دروس اللغة العربية، ومراجعات في مواد مدرسية أخرى.

وتحاول أن توفر جو التفاعل والحيوية بين الطلبة معتمدة على التحفيز المعنوي "ممتاز، وأحسنت وشاطر" وأحيانًا تلجأ لبعض الهدايا البسيطة أو الألعاب المسلية لتحبب الأطفال في حضور الدرس، وفي المقابل لا تنتظر منهم أي عائد مادي، كما تقول.

وتتابع آلاء: "الفائدة لا تعود على الأطفال فقط، فأنا أيضًا أستفيد من المعلومات التي أشرحها للأطفال، وأطبق ما تعلمته ودرسته في المرحلة الجامعية".

وتطمح آلاء إلى إنشاء مؤسسة تعليمية تدرس من خلالها أطفال المخيم، لتتمكن من طرح دروس في مواد أخرى غير اللغة العربية، خاصة مع وجود خريجات حولها في اختصاصات مختلفة بحاجة إلى استثمار خبراتهن.