قائمة الموقع

ما الذي حققه الفلسطينيون من قمة الرياض؟

2017-05-23T08:43:59+03:00
قمة الرياض - الأناضول

انتهت قمة الرياض التي جمعت على طاولتها معظم قادة الدول العربية والإسلامية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طارحة تساؤلات عدة عن الذي حققه الفلسطينيون من مكاسب أو خسارة على صعيد قضيتهم مما أفرزته القمة من مخرجات واتفاقات سياسية.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن أهم ما يتعلق بقمة الرياض من كلمات سياسية يمكن البناء عليها، كلمة الرئيس الأمريكي، وقد خلت من موقف إيجابي تجاه القضية الفلسطينية.

ويقول الصواف لـ"فلسطين": إن خلو هذه الكلمة من أي إشارات إيجابية يؤكد أن الفلسطينيين ليسوا أولوية على طاولته، مشيراً إلى أن حضور القضية الفلسطينية لم يكن إلا بإدانة المقاومة ونعتها بـ "الإرهاب".

تطبيع عربي

ويشير إلى أن ترامب لمَّح بإشارات إلى عملية التسوية ما بين الفلسطينيين والاحتلال، والتي لا يُؤمل عبرها إلا عودة مفاوضات التسوية ذات التجربة الفاشلة، من دون أن يحقق الفلسطينيون عبرها شيئًا من حقوقهم كإقامة الدولة وعودة اللاجئين.

ويعتقد الصواف أن قمة الرياض أفرزت استعدادا أكبر لدى العالم العربي للتطبيع مع الاحتلال، فيما أن السلطة الفلسطينية لديها استعداد أكبر لأن تقدم كل ما يمكن أن يؤدي لتصفية القضية الفلسطينية.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية فارس الفايز، يقول إن "البيان النهائي لقمة الرياض لم يأت على أي ذكر لمفاصل رئيسة تتعلق بالقضية الفلسطينية، حيث لم يذكر من قريب أو بعيد الملف الجوهري المتعلق بمدينة القدس ومستقبلها، وكذلك الاحتلال للأرض الفلسطينية عام 1967".

وبمقياس الربح والخسارة، يضيف الفايز لـ"فلسطين": إن الفلسطينيين خسروا كل شيء في وضع قضية الاحتلال والقدس "على رف" القمة دون ذكر، وربح الاحتلال في المقابل بالحديث فقط عن مسار التسوية وتجديده.

ويرى أن عدم ذكر القدس والاحتلال أمر مقصود من قبل "ترامب"، إلى جانب عدم التعرج على القضية الفلسطينية، إلا بنعت المقاومة بـ"الإرهاب"، وزجها ضمن "المنظمات الإرهابية العالمية"، رغم أن المقاومة مشروعة بالقانون الدولي للاحتلال الذي يحتل أرض فلسطين.

حلف ناتو

ويضيف الفايز: "لم تذكر القمة ولم تأت على الاستيطان، في خضم الحديث عن إحياء ملف التسوية"، ويؤكد: "لم يحصل الفلسطينيون على شيء، وحصل الاحتلال بالنقاط على ما يريد".

أما المختص السياسي في الشأن الفلسطيني نواف الزرو فيقول إن القمة الأمريكية العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض، أتت من أجل تكوين حلف "ناتو" من هذه الأطراف المنعقدة في وجه ما يسمونه "الإرهاب"، وإن القضية الفلسطينية في ذيل اهتمام القمة وأجندتها.

ويضيف الزرو لـ"فلسطين": "قضية مركزية ومفتاح للاستقرار في المنطقة تكون في ذيل اهتمام قمة الرياض، هي بمثابة خسارة للسياسة الفلسطينية، وربح لمشروع الاحتلال حينما أتى ترامب فقط على وضع حركة حماس ومقاومة الشعب الفلسطيني في سلة المنظمات "الإرهابية" الواجب محاربتها".

ويلفت المختص السياسي إلى أن إدانة مقاومة حركة حماس من قبل "ترامب"، مرت على كافة القادة العرب والمسلمين في القمة، ولم يُعقب أي منهم حتى بعد انتهاء الكلمة بإنصاف حول مشروعية هذه المقاومة في وجه الاحتلال.

ويتوقع الزرو أن تلجأ الدول العربية إلى الكشف العلني عن تطبيعها مع الاحتلال، ودون أن ينساق الأخير في مجريات تسوية برعاية أمريكية تفضي إلى التوصل إلى دولة فلسطينية ذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف.

اخبار ذات صلة