إذا كنت تريد أن تعيش حياة سعيدة فهنالك نصيحة يقدمها لك الدكتور جاسم المطوع حيث يقول لك: "لا تعِش مثل الفيل". قد ينتابك علامات الاستغراب والحيرة والاستفهام الذي يدور في عقلك "ما علاقة السعادة في الفيل؟".
إن الفيل الكبير والضخم صار مأسورًا لعادة تعودها عندما كان صغيرًا، فقد تم ربط قدمه وهو صغير بحبل دائري طوله عشرة أمتار بعد تثبيت هذا الحبل بالأرض ليتم ترويضه وتدريبه للعمل في السرك.
وكلما حاول أن يمشي أكثر من عشرة أمتار يجذبه الحبل ويمسكه، فظل محصورًا فترة من الزمان في دائرة قطرها عشرة أمتار، وكبر هذا الفيل حتى صار وزنه خمسة آلاف كيلو، وظل في اعتقاده أنه لا يستطيع أن يمشي خارج دائرة قطرها عشرة أمتار، لأنه تعودها من صغره، علمًا بأن الحبل الطويل تم قطعه وبقي جزء منه مربوطًا حول قدمه، ولكنه غير مربوط بالأرض ومع هذا ظل عنده الاعتقاد بأن الحبل مربوط بالأرض.
هذه الحكاية التي يعيشها أكثر الناس اليوم، فتأسرهم عادات تعودوها عندما كانوا صغارًا ويعتقدون بأنهم ليس لديهم القوة أو الإرادة لكسر هذه العادة فيعيشون وهمًا غير حقيقي، مثل وهم الفيل بأن الحبل مربوط بالأرض في حين أن الحبل غير مربوط.
فأي عادة قديمة وسيئة عند الإنسان لو أراد تغييرها فعليه أن يطبق خمس خطوات: الخطوة الأولى وهي الأهم، الدعاء بأن تدعو الله تعالى أن يخلصك من أي عادة سيئة ويرزقك العادات الحسنة وتكون صادقًا بدعائك حتى يوفقك الله (تعالى) لذلك، وأكثر من الطاعات وتلاوة القرآن والذكر.
والخطوة الثانية أن تكون لديك قناعة بأن العادة التي تعودتها خاطئة ويمكنك تغييرها حتى يساعدك هذا الفهم في التغيير وكسر العادة السيئة أو السلبية عندك.
أما الخطوة الثالثة أن تستبدل بكلمة (لن أفعل) كلمة (لن أستطيع)، فكلمة (لن أفعل) تعنى أنك اتخذت قرار من داخلك بأنك لن تفعل تغيير السلوك الخاطئ، ولكن كلمة (لن أستطيع) تعنى أن هناك سببًا خارجيًّا جعلك لا تستطيع التغيير ويمكنك التعامل مع هذا السبب الخارجي وتعالجه، مثل الوهم بربط الحبل لقدم الفيل، وبالتالي تتغلب على السلوك الخاطئ.
والخطوة الرابعة، هي معرفة سلبيات وأضرار العادة التي تعودتها فمعرفة الأضرار تجعلك تتحمس لأن تعيش عيشة ليست كعيشة الفيل، أما الخطوة الخامسة فهي أن تستبدل بالعادة السيئة عادةً أخرى حسنة، فهنالك مدخن يريد أن يترك التدخين إلا أن أصابعه تعودت أن تمسك شيئًا، فاستبدل بها المسبحة ونجح.
هذه الخطوات المهمة للتخلص من العادات والاعتقادات السيئة حتى لا تعيش مثل عيشة الفيل بأوهام غير حقيقية تقيد سلوكك وتصرفاتك بالحياة، فلا تعيش السعادة بمعناها الحقيقي وإنما تعيش مجموعة أوهام تؤثر في نفسيتك وشخصيتك في الحياة.
