تركزت أعماله وإنجازاته على حل المشاكل التي قد يتعرض لها الإنسان صحيًّا نتيجة التعرُّض للكوارث الطبيعية، والحوادث العارضة، والنكسات الصحية المفاجئة، أو حتى حالات الإعاقة المصاحبة للإنسان بعد الولادة.
لم تنطفئ شعلة شغف جمال شختور للتقدُّم البتة، ولذلك قرر التوجه إلى دولة قطر للمشاركة في برنامج الابتكارات الشهير (نجوم العلوم) لعام 2020.
الشاب شختور (25 عامًا)، طالب فلسطيني في مجال الهندسة، تخصص الأتمتة الصناعية من مدينة بيت لحم.
يذكر أن بدايته مع هكذا مشاريع كانت عام 2016، حيث بدأ العمل على جهاز (D.M.R.P) نظريًّا، ما أهَّله للمشاركة في العديد من المسابقات والمؤتمرات المحلية.
ويقول لصحيفة "فلسطين": "بعد خوض تجارب عديدة مع المشاركات المحلية المختلفة، كان لا بد من التوجه إلى خارج الوطن نحو العالمية، حيث كانت الوجهة الأولى سلطنة عُمان، واستطعت في تلك التجربة الحصول على المركز الأول عن فئة الابتكارات في مجال الخدمات المجتمعية"، قبل أن يحوز جائزة "أفضل مخترع فلسطيني" لعام 2019 في منافسة عالمية لاختيار أفضل المبتكرين.
لوضع فلسطين الخاص، وغيرها من الدول التي تعاني حروبًا واعتداءات، كلمح بصر خطرت الفكرة ولامست الحاجة الحقيقية التي يعانيها البعض عند إنقاذ المصابين من الغازات السامة، ففي العادة عندما يُهرع لإخراج شخص من وسط الغازات السامة تُرتدى الأقنعة العادية، ولا يستطاع استخدام أسطوانة الأكسجين بسبب إطلاق النار، وخطر انفجار الاسطوانة مع وقع الرصاص، مما دفعه لابتكار جهاز (D.M.R.P) وهو عبارة عن حقيبة تنفُّس مزودة بقناعين، أحدهما لرَجُل الإنقاذ والآخر للمصاب، هذا الابتكار جعله يحوز لقب نجم العلوم ضمن ثمانية منافسين.
ويضيف شختور: "كما أننا لا نستطيع أن نضع القناع التقليدي على وجه المصاب لأنه لحظة وضع القناع على وجهه داخل الغازات السامة ستحشر كمية منها داخل القناع ما يؤدي إلى تدهور حالته بشكل أكبر، بسبب استنشاقه للغازات فترة نقله إلى بر الأمان".
ويشير إلى أن هذه المشكلة لا تقتصر على بلد معين بل يواجها جميع رجال الإنقاذ منهم الدفاع المدني، ووحدة الإنقاذ في الجيوش، ووحدات الإنقاذ في المؤسسات التطوعية.
ويوضح شختور أن الحقيبة تكون مزودة مسبقًا بموسِّع الشعب الهوائية، لتأخذ جميع الغازات السامة والمفيدة وترشحها، ثم ضخ الغازات المفيدة فقط عبر القناعين عن طريق مرشحات خاصة، حيث تمتاز الحقيبة بأنها غير مضغوطة أي أنها غير قابلة للانفجار عند تعرُّضها للأعيرة النارية، وعند دخول رجل الإنقاذ وسط الغازات السامة لإنقاذ مصاب، يسحب قناع المصاب من الحقيبة ليبدأ القناع بضخ الهواء النقي بقوة ليمنع تجمُّع الغازات السامة بين مجرى تنفس المصاب والقناع لحظة وضع القناع على وجه المصاب.
والهدف من ذلك "استعادة المصاب وعيه، ونقله دون تدهور حالته الصحية وفي أقل وقت وجهد ممكن إلى بر الأمان"، كما يقول شختور.
ويذكر أنه عمل على تطوير الجهاز من مشروع أولي إلى منتج كامل يعمل على الذكاء الاصطناعي، قائلًا إنه "تقدم بطلب لتسجيل الابتكار في أمريكا كبراءة اختراع، ولكن الأمر يحتاج إلى بعض الوقت"، وفق حديثه.
كما تقدم شختور بطلب عبر المنصة الخاصة بنجوم العلوم، وبعد القبول مرر بعدة تصفيات حتى حصل على لقب أحد نجوم العلوم الثمانية؛ من أصل آلاف المشتركين، والآن وصل إلى النهائيات.
ابتكارات أخرى
وتطرَّق للحديث عن ابتكارات أخرى له، ومنها جهاز (SEW) الذي توصَّل إليه بعد بحثٍ عميق يُمَكِّن المصاب من الجلوس والوقوف والارتفاع والانخفاض والنوم والتنقل من مكان لآخر، لمنع حدوث التقرحات الجلدية وتحفيز الدورة الدموية ومنع حدوث تجلطات الدم عند العاجزين حركيًّا، ويُمَكِّن المصاب من الوصول إلى الأغراض المرتفعة في المنزل والمحلات التجارية وغيرها، ويساعد المريض على النزول من السرير إلى الكرسي الذكي، ويذهب هذا الروبوت إلى مكان الشحن بنفسه دون مساعدة، ليعيد شحن بطاريته لتخفيف عبء المصاب على عائلته وَمَن حوله.
ويطمح شختور إلى أن ينشئ شركة للدعم الطبي اللوجستي.