فلسطين أون لاين

"الإغلاق الجزئي عامل أساسي في الحد من ارتفاع الإصابات"

خاص الحوت: الطفرة البريطانية زادت الحالات الحرجة بأقسام العزل

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

أكد مدير أقسام العزل الصحي في مستشفيات قطاع غزة د.عاطف الحوت أن طفرة فيروس كورونا البريطانية التي وصلت إلى القطاع مؤخرًا تسببت بزيادة ملحوظة في عدد الحالات الحرجة والخطِرة في الأقسام المخصصة لعزل المصابين.

ونبَّه الحوت في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن خطر الطفرة الجديدة تكمن في سرعة انتشارها بين المواطنين الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة في منطقة لا تتعدى مساحتها 365 كيلومترًا مربعًا.

وبينما يشير الحوت إلى أن الفيروس انتشر انتشارًا واسعًا في غزة حاليًّا، أكد أن أعراض الإصابة هي نفسها التي تظهر عند مصابي الطفرة القديمة من كورونا، دون زيادة في حدة المرض.

ونبَّه إلى أن الطفرة القديمة من الفيروس إذا كانت تنقل من مصاب إلى آخر، فإن البريطانية تنقل العدوى من مصاب إلى 6 أشخاص محيطين به، مرجعًا عدد الإصابات المرتفعة إلى حالة الانفتاح في الشارع الغزِّي تزامنًا مع عدم التزام المواطنين إجراءات السلامة والوقاية من الفيروس.

وشدد على أن المسؤولية ملقاة على الجميع سواء كانت جهات حكومية أو المواطن نفسه، مشيرًا إلى أن عدم الالتزام في الفترة الأخيرة بإجراءات الوقاية أدى إلى زيادة كبيرة في عدد الإصابات، وهو ما أجبر الجهات المختصة على اللجوء لإغلاقات محدودة للتخفيف من الإصابات.

وبيَّن أن عدد الحالات التي كانت بحاجة إلى رعاية سريرية مطلع مارس/آذار المنصرم لم يتجاوز 50 حالة في مستشفيات العزل، لكنه ارتفع بحلول إبريل/نيسان الجاري إلى أكثر من 200 حالة موزعة على مستشفيات القطاع، وهذا يعني أن العدد تضاعف أربع مرات عن الشهر الماضي.

وأفاد بأنه مع بداية الشهر الماضي، كان عدد الحالات الحرجة وشديدة الخطر قرابة 27 حالة، لكنها مع بداية الشهر الحالي وصلت إلى 129 حالة، وهي بحاجة إلى أجهزة تنفس اصطناعي، عادًّا ذلك دليلًا على خطر الحالة الوبائية في غزة، وقدرة الطفرة الجديدة على إصابة فئات أوسع من المجتمع.

وفيما يتعلق بإمكانيات وزارة الصحة للتعامل مع العدد المرتفع من الإصابات الحرجة والخطرة، قال: إنها عملت على زيادة قدرتها الاستيعابية في عدة مستشفيات بالقطاع، وشمل ذلك تجهيز غرف عناية مركزة جديدة.

وأوضح أن مستشفى غزة الأوروبي مخصص بالكامل للحالات الحرجة والخطرة ويسانده المستشفى التركي، إضافة إلى تجهيز أقسام عزل في كلٍّ من مجمع الشفاء الطبي، ومجمع ناصر، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى شهداء الأقصى، وذلك لتلبية حاجة مصابي كورونا إلى الخدمة الطبية السريرية.

وأضاف أن وزارة الصحة لا تزال في حالة تجهيز مستمرة لزيادة عدد الأسرة التي أصبح عددها 300 سرير، مع زياد قدرة توليد الأكسجين، العامل الأساسي في علاج مصابي كورونا.

وأشار مدير أقسام العزل في مستشفيات غزة إلى وصول 5 محطات لتوليد الأكسجين موزعة على المستشفيات التي تحتضن أسرتها مصابي الفيروس.

ونبه الحوت إلى أن إغلاق قطاع غزة جزئيًّا يومي الجمعة والسبت، ليس التجربة الأولى، إذ لجأت إليه وزارتا الداخلية والصحة في الأشهر الماضية بعد ارتفاع عدد الإصابات إلى حد ألف إصابة يوميًّا، مبينًا أن هذا الإجراء نجح في خفض منحنى الإصابات نجاحًا كبيرًا.

وأكد أهمية إجراء الإغلاق الجزئي المتخذ حاليًّا في خفض الإصابات مجددًا بعد وصول الطفرة البريطانية، مشيرًا إلى أن نتائج هذ الإغلاق لا يمكن الحكم عليها قبل أسبوعين من الآن.

وحث المواطنين على ضرورة التزام إجراءات الوقاية، قائلًا: "إذا كنت تريد الحفاظ على نفسك وعائلتك وكبار السن خاصة، عليك التزام إجراءات السلامة والوقاية لمنع انتقال العدوى، خاصة أن ذلك قد يؤدي إلى وفاة من يصيبهم الفيروس".

وتشمل الإجراءات ارتداء الكمامة وغسل اليدين باستمرار، واستخدام المعقمات، والتباعد الاجتماعي، وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة.

يشار إلى أن أولى إصابات كورونا داخل المجتمع اكتشفتها وزارة الصحة نهاية أغسطس/آب الماضي، واتخذت خلية الأزمة بعدها إجراءات صارمة لمنع تفشي الفيروس بين المواطنين شملت الإغلاق الكامل، ونجحت الإجراءات في الحد من الإصابات، في حين تشير التوقعات إلى إمكانية لجوء الجهات الحكومية للإغلاق الكامل إذا زادت حدة تصاعد الإصابات بالطفرة البريطانية الأسرع انتشارًا من سابقتها.