فلسطين أون لاين

الأونروا تعبّر عن حزنها

"من المحزن أن نرى أوضاع غزة في تدهور والبطالة تزداد" هذا ما قاله بوشاك مدير عام عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا". وقال إن قطاع غزة يشهد وضعا مأساويا جديدا جراء الأزمات المتلاحقة من تقليص الرواتب، إضافة إلى أزمتي الكهرباء والمياه. هذا تقدير الأونروا للأوضاع في غزة لا سيما بعد الأزمات التي خلقها الرئيس عباس لغزة، ومن ثمة وصفها بوشاك بالأزمات الجديدة، تمييزا لها عن أزمات الحصار المشدد الذي تفرضه دولة الاحتلال على غزة منذ سنوات. وكأن الرجل يقول ألا يكفي غزة أزماتها القديمة حتى يضيف إليها الرئيس عباس أزمات جديدة؟!


ماذا بوسع سكان غزة أن يفعلوا في ظل هذه الأزمات المتتالية، إذا كانت وكالة الغوث نفسها عاجزة أن تفعل لهم شيئا.
يقول بوشاك : "نحن نقوم بكل ما نستطيع من باب مسئوليتنا، ولكنْ هناك أمور لا نتمكن من حلها في غزة" مشددا على أن الأونروا مستمرة في تقديم خدماتها الإنسانية حسب قدرتها. وهذا كلام صحيح، فماذا بوسع الأونروا أن تفعل لتقليصات الرواتب التي عاقب بها محمود عباس الموظفين بغزة؟!


هل تستطيع الوكالة أن تعمل استغاثة عاجلة للمجتمع الدولي تطالبه بالتدخل لحل الأزمات العامة التي تتعلق بالكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومستلزمات المستشفيات التي فقدت جل قدراتها على تقديم رعاية صحية للمواطنين.؟!


الإجابة نعم، تستطيع الأونروا من موقعها عمل استغاثة، ولكن من يمكن أن يستجيب للمساعدة العاجلة لحل مشكلة غزة. لقد طالب الأمين العام للأمم المتحدة مرارا برفع الحصار عن غزة، وإتاحة الفرصة أمامها لكي تحيا حياة طبيعية، ولكن الاحتلال لم يستجب لهذه المطالب والمناشدات، ولم تعد المنظمات العربية والإسلامية قادرة على أن تفعل شيئا له مغزى لمساعدة غزة.


لقد علقت الأونروا جرسا، سبق أن علق مثله الصليب الأحمر، وغيرها من المؤسسات الدولية، وكلها ذكرت مشكلة الكهرباء والمياه والصرف الصحي ونقص الدواء، وانتشار البطالة، وعدم توفر المال اللازم في أيدي السكان لكي تستمر الحياة بشكل لا أقول طبيعيا، وإنما أقول بشكل شبه طبيعي. الحياة جديرة أن تستمر، وغزة جديرة أن تبقى شامخة تقاوم العدوان بأشكاله المختلفة، ولكن غزة في حاجة إلى نظرة عربية عاجلة، أو إلى قمة عربية عاجلة تساعدها في حل مشاكلها. وأختم بقول السفير القطري، إن غزة ذاهبة إلى الأسوأ للأسف، الأمر الذي فهم منه أن قطر غير قادرة على فعل شيء مهم لتخفيف معاناة الشعب في غزة، لا سيما في باب الكهرباء والحصار.