فلسطين أون لاين

فلسطينيو الداخل يحيون ذكراها الـ 45 بمهرجان مركزي ومظاهرات

"يوم الأرض".. محطة نضالية ترسخ أهمية التمسك بالقضية

...
مهرجان يوم الأرض في أم الفحم
أم الفحم- غزة/ نور الدين صالح:

يُشكل إحياء ذكرى يوم الأرض الفلسطينية فرصة مهمة لزيادة وعي الشباب الفلسطيني بأهمية التمسك بالأرض والقضية الفلسطينية التي تتعرض لسلسلة مؤامرات دولية وإقليمية، ضمن المحاولات الرامية لتصفيتها وشطب ثوابتها الوطنية.

ويُحيي الفلسطينيون الذكرى الـ 45 ليوم الأرض الفلسطينية، الذي يصادف الثلاثين من مارس/ آذار من كل عام، التي تعود أحداثها لعام 1976، بعد مصادرة سلطات الاحتلال آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة أو المشاع في نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكّانية فلسطينية.

وعمّ حينها إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واُعتقل المئات. ويعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني.

يقول عضو لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، إن هذه المناسبة "مهمة" وجامعة كون يوم الأرض أصبح يوماً فلسطينياً بامتياز، سيّما أن انطلاقته كانت من الداخل الفلسطيني.

وأكد الخطيب خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن قضية الأرض هامة في حياة أبناء شعبنا "فالشعب الذي لا يُقدس الأرض ولا يُدافع عنها يُصبح بلا هوية"، مبيّناً أنها تزيد تمسك الشباب الفلسطيني والوعي لديه بالتمسك في أرضه.

وشدد على أن "الشباب الفلسطيني في البلدات العربية بالداخل يعيش حالة من الالتحام مع الأرض، رغم المشاريع الجارفة التي تمارسها المؤسسة الصهيونية لإبعادهم ومحاولة تحييدهم عن المشهد عبر مشاريع تزييف الحقائق والرواية وغير ذلك".

وبيّن أن هذه الذكرى تُشكّل حدثاً مهماً للشباب الفلسطيني للتذكير بأهمية القضية الفلسطينية والدفاع عن الأرض، لافتاً إلى أن المرحلة التي بها الشعب الفلسطيني صعبة جداً، نظراً لظروف عدّة منها الاستمرار بهجوم حكومات إسرائيلية على فلسطيني الداخل.

ومن جهة أخرى والكلام للخطيب، هو الوضع الإقليمي ومشاريع التطبيع المتسارعة، والتي أثّرت على الحالة المعنوية لأبناء الداخل المحتل والشعب الفلسطيني ككل، مستدركاً "لكن شعبنا كونه صاحب الحق والقناعة المُطلقة أصبح رقماً صعباً لا يُمكن تجاوزه رغم ما مر به منذ أحداث النكبة عام 1948".

وأضاف أنه "رغم مشاريع التفكيك التي تمارسها المؤسسة الإسرائيلية عبر مظاهر العنف والجريمة التي تستفحل في الداخل الفلسطيني، إلا أن الشباب لا زال يتمسك بأرضه"، مستدلاً بذلك، بالمشاركة الواسعة من الشباب في فعاليات إحياء الذكرى".

وختم حديثه، بالتأكيد أن مستقبل علاقة الشعب الفلسطيني مع أرضه "علاقة هوية لا تنفصل، لذلك يجب أن تظل في صلب اهتمامه".

محطة نضالية

بدوره، اعتبر عضو الأمانة العامة لحركة أبناء البلد في الداخل المحتل محمد كناعنة، أن يوم الأرض بالنسبة للفلسطينيين "محطة نضالية مركزية في تاريخه، كونه جاء بعد النكبة"، مشيراً إلى أهمية الاستمرار في إحياء تلك الذكرى لمواجهة السياسة الإرهابية للمؤسسة الصهيونية التي لم تتوقف.

ورأى كناعنة خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الصراع بين الفلسطينيين والاحتلال "معركة وجود وبقاء"، لافتاً إلى أن إحياء ذكرى يوم الأرض يُشكل حفاظاً على ذاكرة الشباب الفلسطيني والشعب بأكمله، كونه يوم نضالي يتخلله المظاهرات الشعبية والندوات وغيرها من القضايا المهمة.

وبيّن أن قناعة الشباب راسخة بالتمسك بأرضهم، رغم رهان الاحتلال عليهم أنهم سينسون أرضهم، لافتاً إلى الحضور القوي والفاعل للشباب يدلل على أن الشعار الكبير لهم هو "فلسطين تجمع الجميع".

وأوضح أن يوم الأرض جاء للتأكيد أن الصراع على الوجود والبقاء مع المؤسسة الصهيونية، داعياً الشباب الفلسطيني للحفاظ على جذوة النضال وإبقاءه مشتعلاً حتى نيل حق العودة والدفاع عن الأرض.

كما دعا للحفاظ على الوحدة الوطنية وخاصة بين أجيال الشباب وهم عماد المستقبل التي ترتكز على برنامج نضالي، لأن الوحدة هي "الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات الصهيونية".