فلسطين أون لاين

حتى وإن سجلنا فوزًا في الانتخابات

هنية: حماس ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني

...
رئيس المكتب السياسي لحماس أثناء حواره مع الأناضول - المصدر/ الأناضول

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، على أنه حركته ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني حتى وإن سجلت فوزاً في الانتخابات التشريعية المقررة في 23 مايو/أيار القادم.

وقال هنية، في حوار صحفي نشرته وكالة الأناضول التركية: إن "حماس ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني مع كل الفلسطينيين، لكي نتحمل جميعا المسؤولية في مرحلة هي الأخطر من مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني".

وتابع:" حركة حماس تشارك في الانتخابات على قاعدة الشراكة وليس على قاعدة المغالبة، فهي لا تريد أن تسيطر على النظام السياسي الفلسطيني".

ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مرسوما حدد بموجبه مواعيد الانتخابات خلال العام الجاري: التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب.

ورأى هنية أن الانتخابات المقبلة، "مهمة"، وقد تُشكّل رافعة للأوضاع الفلسطينية الحالية، مضيفاً: "هذه الانتخابات مدخل، لإنهاء الانقسام الذي مضي عليه نحو 15 عاما،فهي تهدف إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة بين الجميع".

وشدد على أن الشعب الفلسطيني يقف "أمام مرحلة مهمة، وأمام محطة في حال استثمارها بشكل جيد، ستنقل الوضع الفلسطيني من الحالة التي عليها الآن، إلى حالة أفضل لترتيب البيت الفلسطيني".

وحول القائمة التي تقدمت بها الحركة، يوم الإثنين الماضي، لخوض الانتخابات، قال هنية إنها تحتوي على "رسائل ورموز مهمة"، خاصة بشأن "القدس والشهداء والأسرى".

وأوضح: "اخترنا اسم (القدس موعدنا)، بعناية دقيقة، لنؤكد بأن القدس عنواننا وبوصلتنا وعاصمتنا وشرفنا، تضمنت القائمة أركان مهمة، منها رمزية الشهداء، وعلى رأس القائمة القيادي بالحركة خليل الحية، وهو منبت الشهداء، له أكثر من 15 شهيدا من عائلته".

وفيما يخص الحديث عن احتمال تأجيل الانتخابات، جراء الضغوط الخارجية، أعرب هنية عن ثقته "العالية" في أن الانتخابات "ستمضي وفق ما تم الاتفاق عليه"، مردفًا: "نحن متمسكون بالانتخابات، وكل المواقف الرسمية بما في ذلك في حركة فتح والسلطة تؤكد على أنها  مصممة على المضي قدما حتى النهاية بالانتخابات".

واستدرك": أدرك أن هناك تحديات وضغوطات من أطراف، ومحاولات للعبث بالانتخابات، وخاصة من الكيان الإسرائيلي، وهذا أحد التحديات التي أمامنا، ولكن نحن متمسكون بالانتخابات كوسيلة لترتيب بيتنا الفلسطيني".

وحول رد فعل حماس، في حال تأجيل الانتخابات أو إلغائها، قال هنية "إذا حدثت تطورات على اتجاهات معاكسة أو سلبية، سندرسها في حينه وسنتخذ القرار اللازم" بخصوصها.

والأسبوع الماضي، أقرّ أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب، في لقاء عبر تلفزيون فلسطين، بوجود ضغوط من الاحتلال الإسرائيلي وأخرى  إقليمية وعربية، لإلغاء الانتخابات، وقال إن الرئيس محمود عباس رفضها.

ورأى هنية، "أن الاحتلال يعيش حاليا في مأزق، جراء عدم قدرة الأحزاب على تشكيل حكومة، وإجراء أربع جولات انتخابية خلال عامين، وقد يتم إجراء جولة خامسة، هناك مأزق حقيقي في داخل الكيان الصهيوني ونحن نتابعه، ويتمثل بعدم قدرة الاحزاب على تشكيل حكومات مستقرة وثابتة".

وزاد: "الكيان الإسرائيلي لم يعد بهذه القوة والمناعة الداخلية، وهناك تغيرات حقيقية تجري، وهي مؤشرات تقول لنا ألا مستقبل لهذا الكيان على الارض الفلسطينية"، منوهًا إلى "أن نتائج الانتخابات تشير إلى أن الشعب الإسرائيلي، ينحو باتجاه (اليمينية والتطرف)، حيث يكاد اليسار) يندثر، كل المكونات الصهيونية لا تعترف بالشعب الفلسطيني وبحقوقه، ولا حتى بالحدود الدنيا للحق الفلسطيني".

الانتخابات الإسرائيلية

وحول موقف حركة "حماس" من نتائج الانتخابات الأخيرة، أجاب  هنية:"نحن لا نعوّل كثيرا على حكومات الاحتلال ونتائج الانتخابات، العلاقة هي علاقة مواجهة وصراع ومقاومة، وبالتالي هذا الشأن الداخلي ليس له تأثيراته على القرارات السياسية أو على توجهاتنا الاستراتيجية، أو على مواقفنا التكتيكية في الداخل".

وأظهرت نتائج الانتخابات الإسرائيلية التي جرت الأسبوع الماضي، وهي الرابعة التي تجري في غضون عامين، عدم وجود أغلبية لدى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو المعسكر المعارض، تمكنهم من تشكيل الحكومة، وهو ما يجعل المراقبين لا يستبعدون إجراء جولة انتخابات خامسة.

غزة والحصار

وتطرق هنية في حديثه إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، قائلًا: "هذا الحصار هو الأطول الذي يتعرض له شعب تحت الاحتلال، وغزة تعرضت إلى "ثلاث حروب مدمرة، ومؤخرا تعاني من جائحة كورونا في ظل إمكانيات شحيحة".

وبين: أن "الحصار والحروب خلفت عشرات الآلاف من الشهداء ومن الجرحى والبيوت المدمرة، الحصار ضرب مقومات الحياة والبنية التحتية، البطالة فوق 65٪، والفقر تجاوز هذه النسبة، وأعداد العاطلين بعشرات الآلاف، أكثر من 75 ألف خريج جامعي بالقطاع بلا عمل".

وأشاد باستمرار فتح مصر، لمعبر رفح البري، مضيفا "منذ فترة العلاقة مع الأشقاء في مصر جيدة، وفي معبر رفح، هناك حركة تجارية ومحاولة تخفيف عن أهلنا عبر هذه البوابة الوحيدة".

وندد هنية بـ"تسييس" الاحتلال الإسرائيلي قضية لقاح كورونا، حيث ترفض تزويد الفلسطينيين به، رغم أنهم واقعين تحت احتلالها المباشر.

وأوضح أن الاحتلال" دائما يظف القضايا الإنسانية لمزيد من الابتزاز والضغط في محاولة لأخذ مواقف سياسية مقابلها، هذه سياسة ثابتة وبالتالي لم يتعامل مع أزمة كورونا تعاملا إنسانيا ولا نتوقع تعامله الإنساني في هذا الملف، نضم صوتنا للرئيس أردوغان، بأنه يجب ألا يكون هناك تمييز في الأبعاد الإنسانية بالتعامل مع وباء مس البشرية جمعاء، الدول الغنية أقدر على شراء واختراع اللقاحات، ونحن في فلسطين بحاجة لأن تقوم هذه الدول بالتزاماتها تجاه فلسطين والمحاصرين".

مصر وتركيا

وفي سياق آخر، رحّب هنية بالتقارب التركي المصري، مشددًا على أنه يصب "في مصلحة" فلسطين، وقال: "نعتقد أن مزيدا من التفاهمات بينهما، وبين الدول العربية والإسلامية ستنعكس إيجابيا علينا في فلسطين، وعلى الدول العربية، هناك دول مركزية بالمنطقة معروفة تاريخيا، وتلعب دورا استراتيجيا، دول بحجم مصر وبحجم تركيا وإيران والسعودية؛ كلما كان هناك تفاهم وتقارب بينها يكون في مصلحة شعوب المنطقة، والقضية الفلسطينية".

واستطرد: "أي صراع بين الدول العربية والإسلامية، ينعكس سلبا على مقدرات الأمة، ومستقبل الشعوب، والقضية الفلسطينية، ويعتبر وضعا إقليميا ذهبيا للكيان الصهيوني، لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في الاستيطان والتهويد والضم".

وأطلق مسؤولون أتراك ومصريون مؤخرا تصريحات عن العلاقات الثنائية، كما تبنى البلدان مواقف تؤشر على تحسن مرتقب في العلاقات بينهما، بعد أكثر من 7 سنوات من القطيعة السياسية.

ومنتصف شهر مارس/آذار الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بدء اتصالات دبلوماسية بين بلاده والقاهرة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، مشيرا إلى أن أيا من البلدين لم يطرح شروطا مسبقة من أجل ذلك.

التطورات الإقليمية

وينظر القيادي هنية، بإيجابية إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، خاصة بعد رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

ورغم عدم "تعويل" حماس على إدارة الرئيس الحالي، جو بايدن، إلا إنه يقول "التوحش السياسي الذي ميز سياسة ترامب، قد لا يستمر مع سياسة بايدن".

وحول أسباب تفاؤله بالتطورات في الإقليم، يقول "هناك الكثير من المعطيات، ومن التسويات في المنطقة؛ المصالحة الخليجية، التقارب التركي المصري، وحل مشكلة ليبيا، والحديث عن حل مشكلة اليمن؛ أعتقد أن كل ذلك يفتح صفحات من الأمل والشعور بأن القادم أفضل لشعبنا وللمنطقة".

 

 

 

المصدر / فلسطين أون لاين