فلسطين أون لاين

تحليل تشكيل الحكومة الإسرائيلية "مُعقَّد" والانتخابات كرَّست الجمود السياسي

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

رأى مختصان في الشأن الإسرائيلي أن الأزمة السياسية التي يعيشها الشارع الإسرائيلي ما تزال تراوح مكانها، بعد النتائج التي أفرزتها الانتخابات الرابعة التي جرت في الرابع والعشرين من مارس الماضي، مع عدم وجود أغلبية لدى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، أو المعسكر المعارض، تُمكِّنهم من تشكيل الحكومة.

ورجّح المختصان، أن يذهب نتنياهو باتجاه "القائمة العربية الموحدة" برئاسة منصور عباس، من أجل الحصول على مقاعد أكثر، تمكنه من تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة.

وأظهرت نتائج الانتخابات، عدم حصول أي من المعسكرَيْن الرئيسَيْن على مقاعد كافية لتشكيل الحكومة، حيث يتطلب ذلك الحصول على 61 مقعدًا من أصل 120.

وحصل معسكر نتنياهو -المكوَّن من أحزاب "الليكود" و"شاس" و"يهودوت هتوراه" و"الصهيونية الدينية"- على 52 مقعدًا إجمالًا، في حين حقق المعسكر المناهض له 57 مقعدًا، ويضم أحزاب: "هناك مستقبل" و"أزرق أبيض" و"العمل" و"إسرائيل بيتنا" و"أمل جديد" و"القائمة المشتركة" العربية و"ميرتس".

ويتعيَّن على حزبَيْ "يمينا" (7 مقاعد) و"القائمة العربية الموحدة" (4 مقاعد)، أن يحددا أيًّا من المعسكرين سيدعمان.

المشهد يراوح مكانه

ويقول المختص في الشأن الإسرائيلي محمد حمادة: المشهد الإسرائيلي ما زال يراوح مكانه، إذ إن الانتخابات الرابعة لم تفرز جديدًا، بل استنسخت الحالة السابقة وكرَّستها كما في الانتخابات السابقة.

وأوضح حمادة أن الساحة الإسرائيلية تشهد حالة من عدم الاستقرار ومزيدًا من التشظي، ودخلت في مأزق سياسي لم تستطِع الخروج منه حتى الآن، مشيرًا إلى أن كتلة اليمين التي تضم حزب الليكود تسعى للحفاظ على بقائها.

وبيّن أن الكتلة المناهضة لنتنياهو حصلت أيضًا على نسبة كبيرة جدًا، لكن الكتلتين لم تصلا إلى 61 مقعدًا، "ويبقى الأمر متعلِّقًا بموقف حزب صغير وهو القائمة الموحدة فهي التي ستُحدد من يذهب لتشكيل الحكومة".

وتوّقع أن ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة، لكنها لن تصمد طويلًا وسريعًا سيذهبون إلى انتخابات خامسة، أو قد يذهبوا لها بسبب فشل جهود الحكومة.

وقال: اليمين الإسرائيلي لا يقبل بوجود عضو عربي في الحكومة، لكن نتنياهو سيناور، وإذا شعر بخطر سيذهب باتجاه عباس منصور، لكنه لن يعطيه وزارة أو لجنة حساسة، بل سيرضيه بأموال خدماتية للشارع الفلسطيني في الداخل المحتل.

ورجَّح حمادة أن تبقى كتلة اليسار متمسكة بموقفها وهو عدم التحالف مع نتنياهو كما جرى سابقًا مع بيني غانتس، في حين ستبقى كتلة اليمين مؤيدة له؛ لأن مصالحهم مرتبطة ببقائه.

ولفت إلى أن نتنياهو سيواصل القتال من أجل البقاء في الحكم حتى يضمن القانون الذي يحميه من الملاحقة القانونية لجرائم الفساد التي تلاحقه.

اتساع المعارضة

ويتفق الباحث في الشأن الإسرائيلي عليان الهندي مع سابقه، إذ رأى أن المشهد الإسرائيلي كرّر نفس الأزمة القائمة منذ عامين، مشيرًا إلى أن ما ميَّز الانتخابات الأخيرة هو اتساع المعارضة في الوسط اليهودي لوجود نتنياهو رئيسًا للحكومة، وتراجُع الجنرالات في الكنيست لصالح المستوطنين بالضفة والقدس.

وبيَّن الهندي أن "القائمة العربية الموحدة" قد تذهب للموافقة على الحكومة التي سيشكِّلها نتنياهو، "فإذا حدث ذلك سيصبح نتنياهو رئيسًا للحكومة القادمة.

وقال: "إذا لم يحدث ذلك لن ينجح نتنياهو بتشكيل أي حكومة قادمة، خاصة أن الثقة فيه معدومة من كل النخب السياسية المعارضة له، وأخرى التي بدأت تشعر أنه لم يحقق أي نتيجة من الانتخابات.

وأضاف: "هناك خيارات أخرى ربما تجري على الساحة الإسرائيلية وهي الاتفاق بين كل المعارضين لنتنياهو بمشاركة العرب على تشكيل حكومة قادمة، بعدد أصوات يقارب 63 عضو "كنيست".

وأشار إلى أن أغلب الأحزاب التي أُسست منذ أكثر من عشر سنوات على خلافات عميقة مع شخص نتنياهو، وليس من السهل جسر الهوّة.