فلسطين أون لاين

قد يلجأ لتأجيل الانتخابات بذريعة "القدس"

خاص حلوم: تفرُّد عباس وضَعَ التنظيم في حالة غضب ستُنهي استبداده

...
ربحي حلوم الدبلوماسي الفلسطيني عضو حركة فتح السابق (أرشيف)
عمان-غزة/ نور الدين صالح:

قال الدبلوماسي الفلسطيني، عضو حركة فتح السابق، ربحي حلوم: إن أوساط الحركة في الداخل والخارج تعيش غضبا عارما بفعل سياسة التفرد الاستبدادية التي يدير بها رئيس السلطة محمود عباس التنظيم، مؤكدًا تأثير ذلك سلبيًّا في حظوظ الحركة في الانتخابات التشريعية، وأن تلك الصراعات تشكِّل مقدمة لنهاية سلطة الرجل الواحد.

وأضاف حلوم في حديث خاص لصحيفة "فلسطين"، أن عناصر "فتح" الوازنة تعيش معارك وصراعات مع "عباس"، الأمر الذي قاد لانشقاق عدة تيارات من الحركة، "ستُضعف من فتح الانتخابية".

وتوقع حلوم أن يحافظ عباس على حالة الصمت التي يعيشها على الرغم من تلك الصراعات، وعزا ذلك إلى اتكائه على الموقف الإسرائيلي والإدارة الأمريكية التي قد تشكل سنداً قوياً له، حتى لو دفعت سياسته بفتح إلى تقزيم الحركة أكثر مما هي عليه الآن.

وانتقد سياسة عباس في التعامل مع الأسير القائد مروان البرغوثي، وعدم إعطاء الأولوية له على الرغم من تاريخه النضالي مع حركة فتح، من خلال مهاجمته وهو داخل السجن، واصفاً بأنه "يريد اغتياله وهو في الأسر".

ورجّح أن تكون الصراعات الفتحاوية الداخلية والسلطة مقدمة لنهايتها، "فلم يعد هناك مجال لم يسلك نهج أوسلو إلا العودة لبيوتهم، وإن لم يعودوا طوعاً فسيجرفهم تيار التاريخ الجارف"، داعيًا المتنفذين في فتح إلى المبادرة إلى موقف واضح ضد ما يخطط له عباس، "وإلا فإن التاريخ لن يرحمهم".

تحولات فتحاوية

ورجح حلوم أن تعيش فتح في الأسابيع القادمة أحداثاً كبيرة، تُلقي بظلالها السلبية على الحركة ككل، "وقد تُفضي بانتهاء عباس وتياره من الساحة".

ولم يستبعد لجوء عباس وسلطته وأجهزته الأمنية لسياسة تصفيات الشخصيات والقيادات من خصومه، مستشهدًا بالاحتكاكات الميدانية بالسلاح كما جرى في قلنديا، "يرافقها اعتقالات إسرائيلية، أو أي شكل من أشكال دعم الاحتلال للسلطة، ممثلة بعباس، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر".

وقال: التاريخ لم يُسجّل وجود سلطة تخدم الاحتلال كالموجودة حاليًّا.

ولفت حلوم إلى أن فرضية ذهاب عباس لتأجيل الانتخابات التشريعية واردة، بذريعة رفض الاحتلال إجراءها في مدينة القدس المحتلة.

وأوضح أن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن دعوات مسؤولين إسرائيليين لنتنياهو بعدم السماح للمواطنين المقدسيين بالمشاركة في الانتخابات، "وهذا يعني بشكل آخر توفير حجة لعباس لتأجيل الانتخابات"، وفق تقديره.

وأفاد بوجود مبعوثين من عباس إلى واشنطن يجرون لقاءات مع الإدارة الأمريكية لبحث الانتخابات، وتلقوا وعودا بأن تكون الانتخابات وفق مقاسهم وقد يتم تأجيلها.

وقال: "منذ إعلان عباس مراسيم الانتخابات التي سبقها مرسومان بخصوص إحالة مائة قاضٍ للتقاعد وتعيين محكمة دستورية للانتخابات، أيقنت أنه لن يذهب للانتخابات".

وأضاف: "إذا ذهب للانتخابات فسيصممها على مقاسه وفق ما يريد، وهذا ما يتم إثباته في المرحلة الراهنة، بزيادة الصراعات الفتحاوية الداخلية".

وبيّن حلوم أن خلافات عباس مع البرغوثي ودحلان، وإصدار قرارات رئاسية متتالية تُعمق الأزمة الفتحاوية، متوقّعاً أن يُصدر عباس قرارًا بفصل البرغوثي من "فتح" كما حدث مع القدوة وغيره من الشخصيات الأخرى.

وذهب إلى القول: "عباس يعيش حالة غضب وإحباط شديدة في الوقت الراهن، ويدرك أن توجهه للانتخابات لن يُعطيه نصيباً كبيراً من الأصوات على الإطلاق، وفي تقديري أن مبعوثي عباس لواشنطن واتصالاته السرية مع الأطراف الصهيونية، قد تكون ضمن ترتيبات يسعى لها مثل تزوير نتائج الانتخابات".