أحيا الفلسطينيون في قطاع غزة، الذكرى السنوية الـ45 لـ"يوم الأرض" والثالثة لمسيرات العودة وكسر الحصار، وسط دعوات من الفصائل للتمسُّك بالأرض وتعزيز الوحدة الوطنية، ومحاسبة قادة الاحتلال.
وشهدت فعاليات إحياء يوم الأرض زراعة أشجار الزيتون شرق مدينة غزة وبالقرب من السياج الأمني الفاصل بين القطاع والأراضي المحتلة عام 1948، وذلك بمشاركة الهيئة العليا لمسيرات العودة، وقيادات الفصائل الوطنية.
وشددت الهيئة على وحدة الأرض والشعب والقضية الفلسطينية، وعدم التفريط بذرَّة واحدة من تراب فلسطين، ومواجهة المخططات الصهيونية الهادفة إلى تهويد الأرض وطمس معالمها.
وأكد رئيسها خالد البطش -خلال مؤتمر صحفي عُقد في موقع ملكة شرق مدينة غزة- أن مدينة القدس المحتلة ستبقى عنوانًا لوحدة الأمة وعاصمة للشعب الفلسطيني، رغم الاحتلال ووعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وقال البطش: "سنبقى متمسكين بمسيرات العودة، وستبقى أبرز الأشكال الكفاحية حتى تحقيق الأهداف التي انطلقت من أجلِها، ولكن عُلِّقت بسبب وباء كورونا الفتاك وستبقى جاهزة بكل إمكاناتها للنزول في أي لحظة والعودة للميادين لحماية حقوق شعبنا الثابتة".
وأوضح أن الهيئة تدعم جهود إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وتحقيق الشراكة الوطنية كرافعة لمواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية وهرولة المطبعين نحو الاحتلال، ولرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وطالب أبناء الشعب الفلسطيني الالتزام بقواعد السلامة، والتعاون مع جهات الاختصاص لتلافي الوقوع في خطر فيروس كورونا ومضاعفاته.
وشدد البطش على العمق العربي والإسلامي، داعيًا جماهير الأمة إلى دعم صمود الشعب الفلسطيني في بيت المقدس، والضغط على حكامهم لوقف الهرولة ومراجعة مواقفهم من التطبيع.
كما دعا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى وقف سياسة التقليصات التي تمارسها وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة المحاصر.
وذكر رئيس الهيئة بالقرار (٣٠٢) الذي يضمن مواصلة إغاثة ورعاية شئون اللاجئين حتى عودتهم تحقيق حق العودة.
وطالب البطش الأجسام القانونية بالتعاون مع محكمة لاهاي للجنايات الدولية لجلب قادة الاحتلال، ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وخاصة جرائمه بحق المسيرات السلمية.
يشار إلى أن يوم الأرض الذي يصادف 30 مارس من كل عام، جاء بعد هبَّة الجماهير العربية داخل أراضي 1948، ضد الاستيلاء على الأراضي، والاقتلاع، والتهويد التي انتهجتها (إسرائيل)، وتمخَّض عن هذه الهبَّة ذكرى تاريخية سُمّيت "يوم الأرض".
وتعود أحداث هذا اليوم إلى عام 1976، بعد استيلاء سلطات الاحتلال على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عمَّ إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.