أكد النائب بالمجلس التشريعي عبد الرحمن زيدان أن "حماس" بالضفة تمضي للمشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة وسط تحدٍّ كبير، دون أن تلوح في الأفق أي إمكانية لممارسة الدعاية الانتخابية بحرية.
وقال لصحيفة "فلسطين": إن "التوافقات الفصائلية في حوارات القاهرة الأخيرة لم تنعكس إيجابياً على الحالة الداخلية حتى اللحظة".
وأضاف: "لا نستطيع القول إن الأجواء مهيأة للانتخابات تماما لأن هناك بعض التنغيص المتمثل في اعتقال بعض الناشطين السياسيين، وما زال هناك معتقلون سياسيون منذ سنوات طويلة في سجون السلطة لم يتم إنهاء ملفهم".
وأوضح أن أجواء الحريات التي سُلبت على مدار 15 عامًا ليس من السهل أن تعود وأن يشعر بها المواطن إلا إذا كان هناك واقع عملي يكرس لفترة زمنية، على الأقل ستة أشهر، ليشعر المواطن بحرية الرأي وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات وما إلى ذلك، فهناك دمار حصل في الفترة الماضية يجب إصلاحه".
وأشار زيدان إلى أن المؤشرات على الأرض تشي بأن "حماس" لن تستطيع ممارسة دعاية انتخابية علنية بسبب استهدافها أساسًا من الاحتلال، والتضييق على الحالة العامة الإعلامية من السلطة منذ فترة طويلة.
وعدّ خوض الانتخابات بهذا الشكل تحديًا كبيرًا تواجهه "حماس"، مشيرًا إلى أن القوى الفلسطينية الأخرى لا تعاني من هذه المسألة، "بل تجري اتصالاتها في وضح النهار وتعقد اجتماعات وتتفاهم داخلياً وتبحث عن مرشحين دون ضغوط من الاحتلال، في حين تفعل حماس ذلك بحذر شديد خشية أن يتعرض المرشحون للاعتقال أو التهديد على مدار الساعة".
وشدد على أن نشر الحريات لا يتم بـ"ضغطة زر" فالمواطن يحتاج للشعور بجو الحريات بما ينعكس على قدرته على التعبير عن الرأي، بما في ذلك النخب والصحفيون، وأن تغير أجهزة أمن السلطة التي قمعت الحريات لفترة طويلة نمط تعاملها مع الناس.
أما فيما يتعلق بالاحتلال واستهدافه لناشطي "حماس" فقال زيدان: "لا نتوقع أبدأ أن يتقبل الاحتلال أي خطوة تصلح الوضع الداخلي الفلسطيني دون تدخل أو محاولة للتخريب".
ونبه إلى أن انتظار موافقة الاحتلال على هذه الخطوة، "أمر غير وارد على مدار تاريخ القضية الفلسطينية فهو لن يرغب بإصلاح الحالة الفلسطينية ولم الشمل الداخلي، بل يتعمد وضع العقبات وتعقيد مسألة الانتخابات لأهل القدس أو محاولة عرقلة مشاركة حركة حماس فيها، لتصبح الانتخابات معركة يجب أن يخوضها شعبنا كما خاض غيرها من المعارك من قبل".
وبين النائب زيدان أن سلطات الاحتلال بادرت إلى تهديد قيادات صف أول وشخصيات محتمل ترشحها ونواب "التشريعي" ومحررين سواء وجاهيًّا أو عبر الهاتف، كما أطلق تهديدات عامة لأبناء "حماس" بما فيهم الناشطون الميدانيون في الانتخابات.
وأشار إلى أن الاعتقالات الأخيرة طالت قيادات من الصف الأول وفي ذلك تأكيد إسرائيلي على جدية الاحتلال باستهداف أي ناشط حمساوي له نشاط معلن بالانتخابات.
ورأى زيدان أن ذلك من صور الصراع مع الاحتلال الذي دأب -مثلاً- على استهداف مرشحي حماس في مجالس الطلبة في الجامعات قبيل الانتخابات، "فلم توقف تلك الاعتقالات عجلة الحياة ولا أعتقد أنها ستعطل دورة الانتخابات وإن كانت ستؤثر فيها سلبياً".
وعزا سبب استهداف الاحتلال لناشطي حماس لإدراكه بقدرتها على المطالبة بالحقوق الفلسطينية وقوة تأثيرها في المجتمع الفلسطيني.
في السياق ذاته، قال إن وضع حماس في الانتخابات الحالية سيكون أصعب بكثير من سابقتها في انتخابات 2006م التي حظيت بدعم دولي وأجواء مناسبة للانتخابات وكان النشاط الانتخابي والدعاية علنية بشكل شبه كامل ولم تكن هناك ضغوط كبيرة على الرغم من اعتقال عدد كبير من قيادات الحركة.
وأضاف: "لا يمكن المقارنة بين الوضع الحالي والانتخابات السابقة، حيث يبدو أنه لن يكون هناك مجال لدعاية انتخابية، وتفكر الحركة في وسائل أخرى كالبث الفضائي والوسائل الإلكترونية كبديل وإن كانت غير كافية لأن أهم شيء بالدعاية الانتخابية التواصل المباشر مع الجمهور".
وأضاف: "كما أن الأمر كان أكثر سهولة في الانتخابات السابقة حيث سارت الانتخابات وفق نظام الدوائر حيث يمكن للمرشح التواصل بشكل مباشر مع أهل منطقته، أما الانتخابات الحالية فتسير وفق نظام النسبية الكاملة وبالتالي الدعاية ستكون للقائمة بأكملها ولن يتمكن المرشحون من التنقل على مستوى الوطن بسبب الاحتلال".
ولفت إلى أن التغييب الكامل لـ"حماس" بالضفة طوال السنين الفائتة قد يكون له آثار سلبية وإيجابية في الوقت ذاته، قائلاً: "فالجمهور قد يقدر وجود تنظيم "حماس" تحت الضغط والمحاربة، في حين قد ينظر لأداء السلطة – مثلاً- بطريقة سلبية بسبب وجود احتكاك مع الناس كما حدث مؤخراً في جائحة "كورونا" فهناك انتقادات لأداء السلطة".