وصفت شخصيات قيادية وإعلامية اللقاء بين ترامب والملك سلمان وعدد من قادة الدول العربية والإسلامية بالحدث التاريخي، الذي يمكن أن يوحد الجهود نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
اتجهت القمة نحو مكافحة الإرهاب، كان كلام الملك سلمان واضحا بضرورة التعاون معا لمكافحة الإرهاب، والملاحظ أن الملك اعتبر إيران دولة تصدر الإرهاب وتتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية في العراق وسوريا واليمن، وأن السعودية ستكون رأس حربة في مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه.
وحاول ترامب أن يكون قريبا من المسلمين حين قال إن أكثر ضحايا الإرهاب هم المسلمون أنفسهم. وقال إن أميركا ستكون إلى جانب الدول العربية في مكافحة الإرهاب وتعزيز التنمية، ولكن أميركا لن تكون بديلا عن الدول العربية والإسلامية في مكافحة الإرهاب.
ويبدو أن قيادة المملكة وأميركا قد التقت على تحميل إيران مسئولية نشر التطرف والعنف في المنطقة، وقد دعا الطرفان إيران إلى العودة إلى بناء علاقات حسنة وتعاون مع الجيران والعالم أو مواجهة العزلة، والمؤسف أن ترامب قد أدخل حماس ضمن قائمة الإرهاب، ولم يجد في المتكلمين من قادة الدول العربية والإسلامية من يبين أن حماس (حركة تحرر وطني) وليست حركة إرهابية، وأن كفاحها مشروع لأنها تعمل ضد الاحتلال، وقد استنكرت حماس هذا الموقف واعتبرته من المواقف الخاطئة للإدارة الأميركية، وأنه يشجع على الاحتلال .
إنه من الجيد أن نسمع أنه ليس هناك صراع حضارات، ولا صراع أديان، وإنما هو صراع بين الخير والشر ليس إلا، وقد تكرر هذا على لسان ترامب، ثم على لسان وزير خارجيته في المؤتمر الصحفي. وقد حاول ترامب أن يكون قريبا من الإسلام كدين عظيم، وهو ما استقبل بالترحاب من الحضور.
إن افتتاح مركز عالمي لمكافحة التطرف ربما كان تصرفا عمليا لترجمة أقوال الأطراف، ولكن الأطراف لا تتفق على تعريف واضح وموحد للإرهاب أو التطرف، وفي نظري أن العالم بأسره في حاجة إلى تعريف محدد للإرهاب والتطرف، وما زالت المعلومات عن أعمال هذا المركز قليلا، ولكن يبدو أن أعماله ستكون متعددة، وهي ستتبلور لاحقا.