فلسطين أون لاين

دعا للاستفادة من الولاية القانونية للجنائية الدولية

حقوقي: السلطة مُقصِّرة في تدويل ملف جثامين الشهداء المحتجزة

...
صورة أرشيفية
غزة-رام الله/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد د. عمر رحال مدير مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس"، وجود تقصير فلسطيني رسمي بإثارة ملف جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال الإسرائيلي في المحافل الدولية.

وقال رحال لصحيفة "فلسطين": لا يوجد خطة رسمية ولا جهد بحجم هذا الموضوع، والسلطة تتعامل بـ"موسمية" مع الأمر من خلال المناسبات الرسمية، كاليوم العالمي لاستعادة الجثامين أو مشاركتها للمجتمع المدني في فعالياته.

وأضاف: "لا يوجد نشاط أو اهتمام كافٍ من السلطة بالعمل الجاد لاستعادة هذه الجثامين، ففي كل مرة تجري (إسرائيل) بطريقة لا أخلاقية ولا إنسانية، مساومة مع السلطة بتسليمها بعض الجثامين كـ"بادرة حسن نية" مقابل ثمن سياسي تقوم به السلطة".

ووجهت 77 مؤسسة حقوقية عربية ودولية، الأحد الماضي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تطالبه بالتحرك في قضية جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب المحتجزة لدى الاحتلال.

وبين الحقوقي الفلسطيني، أن تلك المؤسسات في انتظار رد الأمم المتحدة ليكون هناك تحرك دولي على هذا الصعيد وإلزام سلطات الاحتلال ضرورة تسليم جثامين الشهداء.

وذكر رحال أنه "يمكننا الاستفادة من الولاية القانونية للمحكمة الجنائية الدولية بإعداد السلطة ملفًا بهذا الخصوص وتسليمه للمحكمة، لكن الملف للأسف، غير مكتمل لديها (السلطة)".

وأكد أن احتجاز الجثامين غير قانوني وهو مخالف للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، لا سيما الاتفاقية الرابعة التي تتحدث عن ضرورة تسليم "جثامين القتلى ودفنهم وفق المعتقدات الدينية لهذا الطرف أو ذاك" وهو انتهاك للشرائع السماوية التي تدعو لاحترام الموتى وضرورة دفنهم استنادا إلى تعاليمها.

وقال رحال:" هذه مساومة غير أخلاقية وتنم عن عنصرية الاحتلال ولم تمارس هذه السياسة في العالم سوى (إسرائيل) بعدِّها دولة احتلال وفرنسا بعدِّها دولة استعمار، اللتين مارستا احتجاز الجثامين، ففرنسا تحتجز الكثير من الجثامين في متاحفها، في حين تحتجز (إسرائيل) الجثامين في مقابر أرقام".

وأضاف: "الجهود الفلسطينية لم تتوقف عن مطالبة العالم بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة، لكن (إسرائيل) بعدِّها دولة عنصرية تدير الظهر ليس فقط للقانون الدولي الإنساني وقوانين حقوق الإنسان، وإنما أيضًا للشرائع السماوية".

وأشار إلى أن الأمر له علاقة بالقوة والغطرسة الإسرائيلية، وتتجاهل المطالبات الفلسطينية بتسليم جثامين أبنائهم ودفنهم في مقابر وفقًا للشريعة الإسلامية ليكون هناك عنوان معروف للشهيد يمكن زيارته، مبينًا أن (إسرائيل) تدفن الجثامين في مقابر الأرقام في أماكن غير عميقة ما قد يعرضها لنهش الوحوش والزواحف.

واستدرك رحال بالقول:" الجهود الفلسطينية لم تثمر، لأن العالم يدير الظهر لها، ولا يوجد من يقف إلى جانب الفلسطينيين في هذا المضمار، حيث تستغل (إسرائيل) هذه الجثامين للأسف الشديد ورقة مساومة في عمليات تبادل الأسرى سواء مع "منظمة التحرير" أو "حماس" أو "حزب الله"، حيث اضطرت تلك الجهات إلى قبول المساومة الإسرائيلية".

وأكد أن الفلسطينيين فشلوا فشلاً ذريعاً في حمل هذا الملف للرأي العام الدولي لشرح تداعياته القانونية والحقوقية والنفسية والأخلاقية، مشددًا على أن هناك تقصيرًا يجب الاعتراف به في ظل معاناة أُسَر هؤلاء الشهداء المستمر بعضها منذ سبعينيات القرن الماضي.