أول من أمس الاثنين ٢٢ مارس ٢٠٢١م أحيا الشعب الفلسطيني عامة، وغزة خاصة، ذكرى رحيل الشيخ القائد أحمد ياسين رحمه الله. الذكرى حملت الرقم ١٧ من عمر الزمن. في ٢٢ مارس ٢٠٠٤م ترجل القائد الشهيد بإذن الله بصاروخ طائرة صهيونية غادرة بُعَيْد صلاة الفجر وهو يغادر المسجد إلى بيته القريب من المجمع الإسلامي.
دنيا الإسلام والمسلمين حزنت لفقد الشيخ القائد القعيد، لكنها غبطته على هذا الميتة الكريمة التي جاءت شهادة في سبيل الله ختم بها حياته الدعوية والجهادية، وما كان أحد يتوقع للشيخ أن يُقتل شهيدًا في سبيل الله، فملازمته للقعود والمرض تمنعه من مغادرة البيت والمسجد إلى مظان الشهادة في ثغور غزة الصامدة.
كانت الشهادة بعيدة في فكر الرجال بمقاييس البشر، لا سيما أن الشيخ كان قبل أسبوع من الشهادة يرزح تحت المرض في مشفى الشفاء، ولكن الشهادة بمقاييس الله كانت أقرب من كل التوقعات، حيث أخرجته لطائف الله من المشفى إلى البيت ليقتل وهو عائد من المسجد بصاروخ أشرف عليه شارون رئيس وزراء العدو. وهذا الاصطفاء كان آية وعبرة لكل مجاهد وداعية يطلب الشهادة ولا يخاف إلا الله.
كان رحمه الله حجة في مرضه على كل صحيح معافى يتقاعس عن واجب الدعوة والجهاد، وكانت شهادته حجة على من يطلب الشهادة بحماس يرقى للمغامرة دون نكاية في أعداء الله، لذا يجدر بالصحيح وبالمريض أن يقفا عند سيرة الشيخ القائد وأن يأخذا منها زادًا ينفعهما في دنيا الأغيار والبلاء.
نحن اليوم في غزة، بل وفي فلسطين، نفتقد القائد، بعد أن خلا مقعد القيادة منه ومن أمثاله، وهذا لا يعني اليأس بسبب غيابه، ولا يعني التقليل من مكانة وقدر القيادات التي شغلت مقعد القيادة بعده، ولكنها الأشجان والخواطر التي تغدو وتروح كلما اشتدت وطأة القضية والحياة علينا. وماذا عسانا أن نقول أو أن نفعل ونحن بشر نحزن لفقد قيادة فريدة، ونتذكرها كلما اشتدت ظلمة الليل البهيم، ونقول بلسان العارف بالله: لو كان الشيخ حيًّا لكان الأمر هينًا. رحم الله الشيخ القائد وإخوانه ممن سبقوه إلى الشهادة، وممن لحقوا به، وممن ينتظر، والحمد لله رب العالمين.