عاد منحنى الإصابات بفيروس "كورونا" إلى الارتفاع مجددًا داخل قطاع غزة وسط تحذيرات من خطر الأوضاع الصحية والاستهتار بالإجراءات الوقائية.
وسجَّلت وزارة الصحة أمس حالة وفاة واحدة، و450 إصابة جديدة بفيروس كورونا وتعافي 106 حالات جديدة، وهو ما يعد ارتفاعًا كبيرًا في الإصابات مقارنة مع الأسابيع الماضية التي شهدت انخفاضًا في أعداد الإصابات.
و أكدت وزارة الصحة أنها بصدد مراجعة اتحاذ اجراءات مناسبة مع الحالة الوبائية في القطاع مع ازدياد أعداد المصاببين بفيروس "كورونا".
وقال الناطق باسم الوزارة د. أشرف القدرة في تصريح صحفي، أمس، "مع ازدياد حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 في قطاع غزة يجري مراجعة اتخاذ إجراءات تتناسب مع الحالة الوبائية".
بدوره، أكد مدير مستشفى غزة الأوروبي د. يوسف العقاد أن المؤشر العام في غزة ينذر بأن الحالة الوبائية في تصاعد مستمر؛ مشيراً أن ما يحدث في الضفة الغربية ومصر والأردن ينعكس على الأوضاع في غزة.
وشدد العقاد في حديثه لصحيفة "فلسطين" على ضرورة التزام المواطنين أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام إجراءات السلامة والوقائية.
وعزا ارتفاع أعداد الإصابات إلى التجمعات في صالات الأفراح وبيوت العزاء والمولات الكبيرة، مستدركًا: ينبغي على المواطن التزام الإجراءات الوقائية حتى نستطيع السيطرة على المنحنى الوبائي.
وذكر أن الحالات الخطِرة التي تحتاج إلى أجهزة تنفس صناعي داخل مستشفى غزة الأوروبي ارتفعت من 11 حالة في بداية مارس إلى 40 حالة حاليًّا.
وبيَّن العقاد أن مستشفى غزة الأوروبي جُهِّز بالكامل لمواجهة الجائحة، ومن ضمن ذلك تطوير محطة إنتاج الأكسجين من800 لتر في الدقيقة إلى 5000 آلاف لتر في الدقيقة، لتوفيرها لمرضى كورونا.
وأشار إلى أن منحنى الإصابات كان في بداية مارس في أفضل حالاته، وهو ما دفع وزارة الصحة لإعادة تأهيل المستشفى لاستقبال الحالات العادية، وعودة خدمة الأطفال في 12 مارس، وهناك قرار لاستعادة باقي الخدمات.
واستدرك العقاد، لكن بسبب ارتفاع المنحنى الوبائي خلال الأيام العشرة الماضية، قررت الوزارة الانتظار في استعادة الخدمات.
من جهته، أكد منسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية بغزة د.عائد ياغي، أن منحنى الإصابات بفيروس كورونا عاد إلى الارتفاع في غزة بعد فترة من الاستقرار.
وأوضح ياغي لصحيفة "فلسطين" أن عودة الإصابات بفيروس كورونا إلى الارتفاع ناجم عن عدم التزام المواطنين الإجراءات الوقائية والتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة.
وقال ياغي: "نحن في موجة جديدة في الارتفاع وانتشار فيروس كورونا، ومطلوب من الجميع حتى المصابين الذين أصيبوا بالمرض سابقًا أو تلقوا الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاحات، ارتداء الكمامات والتزام التباعد الاجتماعي، وعدم الذهاب للتجمعات".
وشدد على ضرورة وقف إقامة الحفلات أو التجمعات أو الأفراح وبيوت العزاء؛ لكونها مصدرًا لانتقال العدوى بفيروس كورونا بين المواطنين.
وأشار إلى أن المنظومة الصحية في غزة، تراكمت لديها الخبرات خلال الفترة الماضية، واستطاعت توفير أسرة جديدة ومحطات لتوليد الأكسجين.
وأضاف ياغي: أن توفُّر الأكسجين وخبرة الطواقم الصحية، لا يعني أن يتراخى المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المتبعة لمواجهة الفيروس.
وربط منسق القطاع الصحي سيطرة الطواقم الطبية على الموجة الثانية من كورونا بالتزام المواطنين إجراءات الوقاية.