ارتقى عاطف حنايشه شهيدًا في نابلس، وقدم روحه فداء للأرض، لكن هذا لم يشفع له في تنظيم تشييع يليق به، وهو الداعية والإمام المحبوب بين أهله، والمقاوم الشرس العنيد، فهنا يقتل مرتين، الأولى برصاص الاحتلال والثانية بمنع إقامة جنازة تليق بالمحرَّر والمعتقل السياسي، ليطرح السؤال مجددًا، بشأن جدوى لقاءات القاهرة، في ظل استمرار سياسية قمع الحريات ومطاردة المقاومين.
عشرات المواجهات اليومية في الضفة الغربية ومنها ليلة الأمس، في أثناء مقاومة عمليات الاعتقال الدائمة في الضفة ضد الشبان والمقاومين، وفي النهار في الأراضي المصادرة أو المناطق المحاذية للمستوطنات، وتتصاعد كل يوم جمعة في إطار المقاومة الشعبية، وللأسف فإن تلك المواجهات لا تلقى اهتمامًا إعلاميًّا يليق بحجم أعمال المقاومة في الضفة الغربية، وهي لا تقل أهمية عن عمليات المقاومة.
الشهيد عاطف حنايشة الذي ارتقى في مواجهات بيت دجن في نابلس، وهو من المحرَّرين وجريح ومعتقل سياسي لدى السلطة على خلفية انتمائه لحركة حماس، وداعية وإمام للمسجد، مشارك دائم في مسيرات مقاومة الاحتلال في نابلس.
هذه الأيقونة هي جزء من نبض الضفة المقاوم، الذي لا يستسلم ولا يستكين للاحتلال، ومثل الشهيد عاطف الكثيرون، الذين يتصدون ليلًا ونهارًا للاحتلال وقطعان المستوطنين في الضفة الغربية، وعلى تماس يومي في مواجهة عصابات الإجرام الصهيونية المتمثلة بمجموعات المستوطنين التي نشطت في الضفة خلال الفترة الماضية، وتعتدي على المواطنين بدعم وحماية من جنود الاحتلال.
الضفة المقاومة تنهض على أكتاف هؤلاء الأبطال من أمثال الشهيد عاطف الذي لم يستسلم ولم يتوقف عن مقاومته الاحتلال رغم الأسر والاعتقال السياسي، والملاحقة الشخصية له من قبل الأجهزة الأمنية وتعرضه للتعذيب في سجونها.
يؤمن الشهيد عاطف أن المقاوم لا يعجز الوسيلة، ولا الطريقة سواء المقاومة بالرصاص أو بالحجر، بالمقاومة المسلحة أو الشعبية، ومارس العمل المقاوم بأشكاله العدة، وتقدم الصفوف ليقيم الحجة على الجميع دون تردد أو تراجع.
الشهيد المقاوم حنايشة نموذج آخر للمقاومين في الضفة الغربية الذين اعتقد الاحتلال أنه نال منهم، أو أقصاهم عن المشهد، ليأتي عاطف ورفاقه ليقدموا نموذجًا آخر من المقاومة، يجمع الكل على ضرورة نصرة المقاومة، والوفاء لأرواح الشهداء والسير على دربهم.